استطاعت الدبلوماسية الإماراتية خلال الفترة الماضية أن تحقق إنجازاً نوعياً يتعلق بإعفاء المواطنين من الحصول على تأشيرة الدخول المسبقة لنحو 60 دولة حول العالم، ففي شهر فبراير الماضي صوت البرلمان الأوروبي بالأغلبية لصالح إلغاء تأشيرة «شنجن» لمواطني دولة الإمارات، ويتوقع أن يتم الإعلان النهائي عن تنفيذ هذا القرار قريباً. علاوة على دول الاتحاد الأوروبي التي تبلغ 28 دولة، فإن هناك 18 دولة في آسيا، و8 دول في أفريقيا، و6 دول في قارات أوروبا وأميركا الجنوبية وأستراليا تعفي المواطنين الإماراتيين من تأشيرة الدخول إليها. وتحرص الدبلوماسية الإماراتية على ضمان رعاية المواطنين في الخارج، وذلك ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- المستمرة لرؤساء البعثات الدبلوماسية في الخارج بضرورة مساعدة المواطنين، ورعاية شؤونهم ومتابعتها بشكل تفصيلي، خاصة في حالات الحوادث والطوارئ والكوارث التي تشهدها بعض الدول التي يوجد فيها مواطنون، وتقديم ما يلزم لهم من مساعدات في هذه الظروف. ولا شك في أن إعفاء مواطني الدولة من الحصول على تأشيرة مسبقة لدخول العديد من الدول في قارات العالم المختلفة يصب في مصلحة المواطنين وتقديم أفضل أوجه الرعاية لهم، فمن ناحية يسهل لهم حرية السفر والتنقل في هذه الدول، ومن ناحية ثانية يوفر كثيراً من الوقت والجهد والمال، وينهي الإجراءات المعقدة للحصول على تأشيرة هذه الدول، كما يتيح لأبنائنا الطلاب فرصاً أكبر للتعرف على الجامعات العريقة في هذه الدول، واختيار ما يناسبهم منها لاستكمال دراستهم. نجاح الدبلوماسية الإماراتية في إعفاء مواطني الدولة من تأشيرة الدخول المسبقة لنحو 60 دولة حول العالم ينطوي على العديد من الدلالات المهمة: أولها، براعة الدبلوماسية الإماراتية، وإدارتها الجيدة لهذا الملف ونجاحها في استثمار ما حققته الدولة لمواطنيها من رخاء ورفاهية وازدهار في الداخل على المستويات كافة، في إقناع الدول بالموافقة على إعفاء مواطني الدولة من تأشيرة الدخول المسبقة، وهذا إنجاز بكل المقاييس، خاصة إذا ما تم الأخذ في الاعتبار أن الإمارات هي الدولة العربية الأولى التي يتم إعفاء مواطنيها من الحصول على تأشيرة الاتحاد الأوروبي «شنجن». ثانيها، ما تمثله دولة الإمارات العربية المتحدة من نموذج تنموي ناجح استطاع أن يرسخ مكانة الإمارات على خريطة الاقتصادات المتقدمة خلال السنوات القليلة الماضية؛ لهذا تتنافس دول العالم على إقامة علاقات معها، ويعتبر السماح للإماراتيين بزيارة هذه الدول من دون تأشيرة مسبقة أحد مظاهر هذه العلاقات. ثالثها، الصورة الحضارية التي تكونت عن مواطني الإمارات في الخارج، وما يحملونه من صفات إيجابية كالانفتاح على الآخرين والتعايش معهم في وئام وسلام، والتزامهم بقوانين، وأنظمة الدول التي يذهبون إليها، كل هذا أسهم في موافقة العديد من دول العالم على إعفاء المواطنين من تأشيرة الدخول المسبقة إليها. تضع القيادة الرشيدة في الإمارات رعاية مواطنيها في الداخل والخارج في مقدمة أولوياتها الرئيسية، ولا تألو جهداً في توفير مقومات العيش الكريم لهم، ورفع مستوى معيشتهم وتحسين نوعية حياتهم باستمرار، وهذا - بدون شك - يعمّق شعورهم بالسعادة والرضا العام، ويعزز من انتمائهم إلى الوطن ويجعلهم أكثر ارتباطاً به، واستعداداً للتضحية في سبيله، والدفاع عن مكتسباته، والعمل من أجل رفعته وتقدمه. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية