بين يوم الأرض الفلسطيني.. وانسداد أفق عملية السلام ------- هل يحظى العمال الأجانب برعاية صحية ملائمة في إسرائيل؟ وهل لا يزال يوم الأرض الفلسطيني يحظى باهتمام إسرائيلي؟ وهل يمكن أن تستمر الوساطة الأميركية في محادثات السلام؟ وما هي ردود الأفعال على توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس لنيل عضوية منظمات تابعة للأمم المتحدة؟ تساؤلات عديدة أثارتها الصحافة الإسرائيلية. ------ العمال الأجانب تساءلت افتتاحية لصحيفة «هآرتس» عن الجهة التي ينبغي أن ترعى العمال الأجانب داخل إسرائيل، داعية إلى ضرورة إنهاء منع الخدمات الطبية عن هؤلاء العمال باعتبارها حقاً قانونياً وأخلاقياً لهم. وأوضحت الصحيفة أن العمال الأجانب الذين يشتكون من ضياع حقوقهم طال انتظارهم منذ أن تم اكتشاف تقاعس «وزارة الاقتصاد»، و«هيئة السكان والهجرة والحدود» عن تطبيق القوانين بصورة ملائمة. وأضافت مستطردة: «يتضح الآن أن ذلك ينطبق على قضية لا تقل أهمية، ألا وهي منع الخدمات الطبية عن العمال المستحقين لها، وتسود هذه المشكلة بصورة خاصة بين عمال الزراعة». ولفتت إلى أنه قبل نحو أسبوع، لقي عامل تايلاندي كان يعمل في حقول الخضراوات منذ عام 2012 مصرعه في مركز «سوروكا» الطبي، ويقول أصدقاؤه إنه كان يشتكي من الألم والتعب منذ أسابيع، وطلب إجازة مرضية للذهاب إلى الطبيب، وهو ما قوبل بالرفض من صاحب العمل. ونقلت الصحيفة عن أحد أصدقائه أن آخر مره شاهده فيها أثناء العمل، كان يستطيع الوقوف بالكاد، بينما كان صاحب العمل غاضباً، وهو ما يعني في الواقع أنه لم يلق الرعاية والمعاملة الإنسانية المناسبة. وأفادت مصادر عاملة في المستشفى الذي نقل إليه العامل بأنه عندما وصل كان في حالة صدمة ولم يستجب للعلاج نتيجة تردي حالته الصحية، وتوفي بعد يومين، حسب الصحيفة. وتابعت «هآرتس» قائلة: «إن صاحب العمل رفض تلك المزاعم قائلاً إنه لم يكن على دراية بأي طلب من عامله، وإن العمال لديه مسجلون في منظمة الرعاية الصحية، ويمكنهم الذهاب إلى الطبيب وقتما شاؤوا». ونوّهت الصحيفة إلى أن بيانات وزارة الصحة تظهر أن منذ عام 2008 وحتى منتصف العام الماضي، توفي 122 عاملاً زراعياً من تايلاند، أصيب 35 في المئة منهم بـ«متلازمة الموت الليلي المفاجئ»، التي تهاجم القادمين من شرق آسيا، بينما توفي 20 في المئة منهم لأسباب مجهولة. وشددت الصحيفة على ضرورة متابعة وزارتي «الاقتصاد» و«الصحة»، المسؤولتين عن جلب العمال ورعايتهم، توافر وجودة الرعاية الطبية التي يحصل عليها العمال الأجانب، وهي في ذلك تحاول التغطية على معاناة هؤلاء العمال، وأسباب المعاملة غير الملائمة التي يلقونها في إسرائيل. يوم الأرض اعتبرت صحيفة «جوريزاليم بوست» في افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي أن يوم الأرض الفلسطيني، الذي يحتفل به «عرب إسرائيل» منذ 38 عاماً كوسيلة للاحتجاج السياسي ضد التمييز ومصادرة الممتلكات التي تمارسها سلطات إسرائيل بطريقة غير قانونية، بدأ يفقد بريقه، من وجهة نظرها. وقالت الصحيفة إن اليوم، الذي تزامن مع يوم الأحد الماضي، مرّ من دون صدامات، كما أن الحدث في حد ذاته لم يستقطب انتباه كثيرين من اليهود، مثلما كان يأمل منظموه ومتزعموه من النشطاء الفلسطينيين وأنصار قضية الحقوق الفلسطينية. وأضافت «إن ذلك يدل بشكل كبير على الانفصال بين اليهود والعرب في إسرائيل، فمن دون صراع فعلي، لم يعد اليهود يهتمون بالمسيرات العربية على نحو ملحوظ». وتابعت «بدا كل شيء طبيعياً في ذلك اليوم، بل واكتظت مراكز التسوق في المدن الإسرائيلية بمزيد من المتسوقين العرب». وزعمت الصحيفة أن تراجع الاهتمام بالأمر كان هو أفضل ما فعله الإسرائيليون، ولكنها أكدت أيضاً ضرورة عدم التغافل عن رفع أعلام ما وصفتها بـ«منظمات إرهابية» تعارض وجود إسرائيل. وزعمت الصحيفة أن العرب في إسرائيل يتمتعون بهدوء واستقرار أكثر من أي مكان آخر في المنطقة، ليس فقط على صعيد المعايير الاقتصادية، ولكن أيضاً فيما يتعلق بالحريات المدنية، وغيرها. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بزعمها أن بعض من يرفعون أصواتهم نداء بالحقوق كافة التي تمنحها الجنسية الإسرائيلية، هم من يخشون التعايش بدرجة كبيرة! محادثات السلام دعت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في مقال افتتاحي الولايات المتحدة إلى الانسحاب من مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تاركة نتنياهو وعباس يضطلعان بدورهما. وأضافت «ربما قد آن الأوان كي نقول للإدارة الأميركية كفى، ونشكر لكم جهودكم، لكنها غير ضرورية، فرئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية ليسا أطفالاً في حاجة إلى رعاية، وهم يفهمون طبيعة المسؤولية التي يحملانها وحجم المخاطر وقائمة الأولويات». ووصفت الصحيفة المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية بأنها نسخة دبلوماسية من «حالة الطائرة الماليزية»، التي اختفت من على شاشات الرادار. وأوضحت أن على مدار ثمانية أشهر، تجري تلك المفاوضات من دون أي دلالات على الموت أو الحياة! وذكرت أن الهدف الذي حدده وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان واضحاً، وهو دفع الطرفين إلى توقيع اتفاقية شاملة في غضون تسعة أشهر أو على الأقل اتفاق إطار يفضي إلى اتفاق شامل، ومن ثم عيّن لهذه المهمة فريقاً مكوناً من 120 شخصاً، من بينهم خبراء إسرائيليون وفلسطينيون ومتخصصون لإزالة العقبات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تقف في طريق السلام. وأضافت «عمل الأميركيون ليل - نهار من أجل الاتفاقية في القنصلية الأميركية في القدس، ولم يتركهم كيري وحدهم، وحتى عندما لم يكن في المنطقة كان يحرص على إجراء محادثات هاتفية مطولة مع نتنياهو وعباس». واستطردت الصحيفة قائلة: «اكتشف كيري أن شريكيه مستعدان لمواصلة الحديث إلى ما لا نهاية، ولكنهما غير متأهبين للتوصل إلى اتفاق، وهو ما اضطر الأميركيين تدريجياً إلى تغيير هدفهم من التوصل إلى اتفاق إطار ليصبح السعي للموافقة على الاستمرار في المفاوضات لستة أشهر أخرى». وأكدت الصحيفة أن الطرفين يرغبان في كسب الوقت، وكل منهما يضع شروطاً، بينما يشتكون إلى الأميركيين، كل على طريقته. انتقادات لعباس دعا الكاتب جاك إنجلهارد في مقال نشره موقع «إسرائيل ناشيونال نيوز»، أمس، إلى اتخاذ تدابير تصعيدية ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كرد على تقديم طلبات عضوية في 15 منظمة في الأمم المتحدة. واعتبر إنجلهارد أن وقف إسرائيل التواصل مع المستويات العليا في السلطة الفلسطينية خطوة في الاتجاه الصحيح. وزعم أن عباس هو من أفسد جهود الوساطة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وذلك بتوجهه إلى الأمم المتحدة بصورة أحادية، بعد أن رأت إسرائيل أن لا جدوى من إطلاق سراح مجموعة أخرى من الأسرى الذين وصفهم بـ«القاتلين»! ولفت إلى أن الرئيس الفلسطيني أعلن أنه ربما يمكنه الانضمام إلى 500 هيئة تابعة للأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه يمكنه فعل ذلك حقيقة. واتهم عباس بأنه لا يرغب في التوصل إلى السلام، ولا يريده، وإنما يرغب في محاصرة إسرائيل! إعداد: وائل بدران إعداد: وائل بدران