جاءت موافقة المجلس الوطني الاتحادي في مقره بأبوظبي، على مشروع القانون الاتحادي بشأن الخدمة الوطنية والاحتياطية بفصوله الخمسة مؤخراً، لتشكل علامة مهمة على طريق الجهود التي تبذلها قيادة الدولة الحكيمة لإقرار كل ما من شأنه حماية الوطن وتعزيز أمنه واستقراره، بالاعتماد على أبنائه المخلصين، فشباب الوطن هم درعه الحقيقي وسنده في الرخاء ووقت الشدائد. وهذا ما نص عليه مشروع القانون عبر مواده (44 مادة)، حيث أشار إلى أن «حماية دولة الإمارات العربية المتحدة، والمحافظة على استقلالها وسيادتها واجب وطني مقدس على كل مواطن». والحق أن شباب الدولة أبدوا استجابة واضحة وترحيباً واسعاً بالقانون؛ فكان التفاف المواطن حول قيادته في مسيرة واحدة نحو خدمة الوطن وتحقيق رفعته، فوطن لم يبخل على مواطنيه بشيء وقيادة أحبت شعبها؛ يستحق منهم بذل الجهد والعطاء. إن إلحاق الشباب بالخدمة الوطنية يعد تعزيزاً لقيم الولاء والانتماء والمشاركة، وسيكون له إيجابياته العديدة، إذ سيعمل على صقل شخصية الشباب وإذكاء الروح الوطنية لديهم؛ ليكونوا قادرين على مواجهة تحديات المستقبل. كما أن الخدمة الوطنية في القوات المسلحة ستشكل دعماً وتعزيزاً لقدرة القوات المسلحة وكفاءتها بعناصر من شباب الوطن المخلص. وستكتسب الأجيال الجديدة خبرات متنوعة شخصية تفيدهم في حياتهم اليومية. كما سوف يسهم تطبيق قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية في تعزيز السلوك الإيجابي لدى الشباب من خلال التدريبات العسكرية، ويغرس فيهم قيم الاعتماد على النفس والانضباط وتقدير قيمة الوقت والقدرة على تحديد خياراتهم المستقبلية. كما أن إقرار مشروع القانون الاتحادي للخدمة الوطنية والاحتياطية يعكس حرص القيادة الرشيدة في الإمارات على أبنائها ورغبتها في تزويدهم بكل ما يحقق لهم وللوطن الخير والفائدة. وإذا كان قانون الخدمة الوطنية مطبقاً بالفعل ومعمولاً به في بلدان كثيرة حول العالم، فإن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة تعدّ من التجارب الرائدة، حيث تعدّ الإمارات من أوائل الدول التي تطبق قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية في منطقة الخليج العربي. ومما لاشك فيه أن منطقتنا العربية كلها تمر بظروف استثنائية، وتحديات إقليمية ودولية تدفع إلى التفكير فيها، وتدبُّر أفضل الوسائل الممكنة للتعامل معها وإدارتها. وهو ما عودتنا عليه قيادتنا الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التي تمتلك رؤية بعيدة المدى تسابق الزمن لتلحق به، ولا تسير خلفه فتتأخر عنه. ونحن في هذا الصدد نتذكر المغفور له - بإذن الله تعالى - الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان دائم الحرص على تأكيد أن ما تشهده الإمارات من خير وازدهار، تحقق بفضل الله تعالى، ثم بصبر ودأب وعمل وجهد ومثابرة أبناء الإمارات. لذلك نجده دائماً - رحمه الله- يستدعى سيرة الأوائل ليذكّر الشباب بأن العمل وبذل الجهد والاستعداد الدائم هو خير سبيل، فيقول: «إن الآباء هــم الـرعـيل الأول، الـذي لـــولا جــلـدهـم عـلى خطوب الزمان وقـساوة الـعيش، لــما كـتب لـجيلنا الـوجود عـلى هـذه الأرض الـتي نـنعم الـيوم بـخيراتها». ويقول: «إن البلاد بحاجة إلى أبنائها لأن عليهم يعتمد الحاضر والمستقبل». فلتكن مسيرة المغفور له - بإذن الله تعالى- الشيخ زايد في الجهد والبذل والعطاء والاستعداد الدائم نموذجاً لأبناء الإمارات الأوفياء. ----- عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية