يقوم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بجولة في أوروبا الشرقية حالياً، حيث يعقد اجتماعات مع حكومات بولاندا ودول البلطيق القلقة. والواقع أنه ليس مفاجئاً كون هذه البلدان منزعجة مما يبدو عجزاً من قبل المجتمع الدولي عن منع روسيا من ضم القرم، غير أن محاولة تحديد قائمة بالبلدان التي تدعم الخطوات التي أقدمت عليها روسيا قد يكون أكثر إثارة للاهتمام. وإذا كان استقلال منطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الجورجيتين الانفصاليتين، لا تعترف به سوى روسيا نفسها ونيكاراجوا وفنزويلا وناورو وتوفالو، فمن هو يا ترى ائتلاف البلدان المناصرة للقرم الروسية؟ الواقع أن الحكومتين الوحيدتين التي تؤيدان روسيا في هذا الإطار هما فنزويلا وسوريا. فقد اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي يواجه مشاكل عديدة في بلاده، الحكومات الأميركية والأوروبية بازدواجية المعايير قائلا: «إن ما حدث في القرم هو رد على السياسات التي جعلت الديمقراطية الأوكرانية تنهار. وثمة سبب واحد لذلك، ألا وهو السياسة المناوئة لروسيا التي تتبناها الولايات المتحدة وبعض البلدان الأوروبية». كما دعم الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يواجه مشاكل أكبر، الخطوات الروسية الرامية إلى «إعادة الأمن والاستقرار إلى البلد الصديق أوكرانيا أمام المحاولات الانقلابية ضد الشرعية والديمقراطية، التي تصب في مصلحة المتطرفين الإرهابيين، وذلك من خلال سياسة الرئيس بوتين الحكيمة والتزامه بالشرعية الدولية والقواعد القانونية». وقد وصفت كالة أنباء «بلومبيرج» البلدان التي تدعم موقف بوتين بأنها «أقلية تضم الصين وسوريا وفنزويلا»، لكني لست واثقاً من وجود الصين ضمن الفئة نفسها. صحيح أن بكين ستعارض أي عقوبات على روسيا ولن تندد علانية بأعمالها، لكن الزعماء الصينيين لم يكونوا متحمسين لما جرى. وبالمثل، جاء موقف حليف روسيا الإيراني غامضاً ومبهماً، حيث قال وزير الخارجية جواد ظريف: «إن التدخل الخارجي لم يساعد على تحسين الوضع»، وهو تصريح يمكن أن ينطبق على أي من طرفي النزاع. غير أن حليفاً واحداً لروسيا على الأقل، هو بيلاروسيا، رفض دعم موسكو، حيث قال الرئيس ألكسندر لوكاشينكو: «لدينا (في بيلاروسيا) رأي خاص عن أوكرانيا. ذلك أنه لابد من احترام وحدة أراضيها وينبغي ألا يقوم أي أحد بتقسيم هذا البلد العظيم». ويذكر هنا أن بيلاروسيا عضو في «الاتحاد الجمركي لمنطقة أوراسيا» الذي تقوده موسكو والذي يأمل بوتين أن يضم أوكرانيا أيضاً، لكن العلاقات بين موسكو ومينسك تشنجت مؤخراً، ويقال إن بوتين ولوكشينكو يكرهان أحدهما الآخر. ومثلما أشارت إلى ذلك مجلة «ذي إيكونوميست» البريطانية، فإن حكومات آسيا الوسطى تابعت التطورات في القرم بحذر أيضاً. فبعد أيام على احتلال الجنود الروس للقرم، عبرت أوزبكستان عن قلقها بشأن «سيادة ووحدة أوكرانيا الترابية». كما أعلنت كازخستان أنها «قلقة للغاية» بشأن «العواقب التي لا يمكن التوقع بها». ومن جهتها، دعت طاجيكستان على نحو فضفاض إلى «تقييم موضوعي». أما قرغيزستان، فأدانت الأعمال الرامية إلى «زعزعة استقرار أوكرانيا». لكن كازخستان، على الأقل، عدلت عن رأيها حيث أصدرت بياناً في الثامن عشر من مارس الجاري جاء فيه: «أن الاستفتاء الذي أجري في القرم ينظر إليه في كازخستان كتعبير حر عن إرادة سكان الجمهورية المتمتعة بحكم ذاتي؛ كما يُنظر إلى قرار الاتحاد الروسي تحت الظروف الراهنة بتفهم». جوشوا كيتنج محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»