تتميز المساجد في دولة الإمارات العربية المتحدة بطابعها العمراني الذي يعكس التراث والثقافة الإسلامية العريقة، كما تعتبر واجهة حضارية تسهم في نشر القيم الإسلامية النبيلة القائمة على التسامح والانفتاح والوسطية، وهي القيم التي تحرص الإمارات على دعمها ونشرها. ومن هنا جاء الاهتمام بشؤون المساجد ورعايتها، وتوجيه جميع الجهات المعنية بتطويرها وتحديثها بشكل مستمر، لتقوم بواجبها على الوجه الأكمل، ولتظل واجهة حضارية تجتذب الباحثين عن روعة العمارة الإسلامية. في هذا السياق، فإن «الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف» تقوم بدور رئيسي في هذا الشأن، حيث تعمل على الارتقاء بالمساجد والنهوض برسالتها لتؤدي دورها في خدمة المجتمع، وبالفعل أصبحت المساجد منابر مهمة تسهم في توعية أفراد المجتمع، والتصدي لبعض القضايا والإشكاليات والسلوكيات الخاطئة التي تفرزها ممارسات الحياة اليومية، ومن ذلك تركيز خطب الجمعة على أهمية احترام قوانين العمل، والأنظمة المعمول بها في الدولة، والالتزام بقواعد السير والمرور وغيرها. في الوقت ذاته تعمل الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف على متابعة تنفيذ القوانين واللوائح الخاصة ببناء المساجد وكيفية إدارتها، حيث تحرص على أن يتم تشييد المساجد الجديدة وفق النماذج المعمارية الإسلامية الملائمة للبيئة مع تزويدها بأحدث وسائل التقنية الصوتية مع مراعاة احتياجات المصلين من كبار السن وفئة ذوي الإعاقة، أما المساجد القديمة فتقوم بصيانتها بشكل دوري ومستمر للحفاظ على صورتها وطابعها المعماري الأصيل. إذا كانت المساجد تعكس الوجه الحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإنها تعبر في الوقت ذاته عن الاهتمام الاستثنائي الذي توليه القيادة الرشيدة لتطويرها وتوفير كل ما من شأنه تعزيز دورها في المجتمع، منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفي ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، الذي يوجه دوماً القائمين بالعمل على تطوير المساجد والارتقاء بدورها لتعبر عن القيم السمحة للدين الإسلامي، ولكي تقدم صورة ناصعة عن النهضة التي تشهدها الإمارات في المجالات كافة. تمتلك الإمارات مجموعة من المساجد التاريخية والأثرية والحديثة التي تعكس وجهها الحضاري، في مقدمتها جامع الشيخ زايد الكبير الذي تم افتتاحه خلال عام 2007، وتم تصميمه وفقاً لأعلى المعايير المعمارية والجمالية، ولذا يعتبر من أهم المعالم المعمارية في العالم، كما يمثل قيمة دينية ورمزية كبيرة، فقد تم تأسيسه ليسهم في تعميق الثقافة الإسلامية وقيمها السمحة، وذلك برؤية من المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أراد لهذا المسجد أن يكون منبراً لتعريف شعوب العالم بالدين الإسلامي الحنيف، هذا علاوة على مسـاجد جـزيرة دلما التي لها طابع تاريخي وتراثي مميز، نظـراً إلى أعمال الترميم التي حافظت على مكوناتها حتى يومنا هذا، وتضم الجزيرة ثلاثة مساجد هي: المريخي والدوسري والمهندي، التي يـعود أقدمها إلى عام 1931، وفي دبي يعتبر مسجد الفاروق عمر بن الخطاب، الذي تم افتتاحه في عام 2011 في منطقة الصفا بدبي، أكبر مسجد في الإمارة، وهو يحاكي مسجد السلطان أحمد بمدينة إسطنبول التركية المعروف بالمسجد الأزرق، وفي الشارقة تتميز مساجد الإمارة بالعمارة الإسلامية المتميزة، ومن أشهرها جامع النور وجامع الإمام أحمد بن حنبل وجامع الشيخ سعود القاسمي، ولا شك في أن اختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014 سيمثل مناسبة مهمة لتسليط الضوء على هذه المساجد، وما تمثله من أهمية معمارية وحضارية. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية