لا أعلم كيف تتجافي جنوب الإخوة في قطر عن المضاجع ليدعوا ربهم خوفاً وطمعاً وهم يسمعون عن قتل شباب مصري وضباط من القوات المسلحة المصرية والشرطة. هل استمع المسؤولون في قطر إلى والدة الشهيد المصري محمد فاروق الذي يبلغ من العمر 29 عاماً -والذي اغتالته رصاصات الإرهاب الذي يستضيفه نجلها في بلده- هل سمعوا رسالتها وهي تقول «الإخوان دمروا الوطن ودمروا كل شيء، وقطر مستضيفة عاصم عبدالماجد الذي يفرح بشهادة أي أحد من أفراد الشرطة، وأطالب وزير الداخلية بحق ابني الذي راح نتيجة جماعة لا تريد سوى مصلحتها، لازم يجيب الإرهابي اللي حرض على ابني وقاعد في قطر، مش هرتاح غير لما تجيبوهم وتعدموهم». هل من إجابة على هذه السيدة البسيطة التي فقدت ابنها وهو يدافع عن تراب وطنه؟ والسؤال ببساطة: لماذا تستضيفون شخصاً متهماً في قضايا قتل وتحريض على القتل، ويفتي من خلالكم وفي رعايتكم وكرم ضيافتكم بقتل ضباط الشرطة والجيش؟ أمِن أجل أنهم اختاروا الدفاع عن إرادة الشعب المصري في إسقاط حكم الإرهاب يقتلون ويذبحون؟! لا أفهم ما سر الحماس لدى الإخوة في قطر لشرب المشروع الأميركي حتى الثمالة، والسير في فلكه ومخاصمة كل الأمة العربية، فلا تتحرك قطر خطوة واحدة، إلا وكانت قبلتها البيت الأبيض ومصالح أميركا في المنطقة، فالبداية كانت من تونس بمساعدة حزب النهضة الإخواني ودعمه في الوصول إلى السلطة، ثم انتقلت الثورة إلى مصر، وقدمت قطر الصغرى -على الخريطة- كل أشكال الدعم المادي والمعنوي إلى تنظيم «الإخوان» الإرهابي ولم تكتف بالحلقات التي قدمها الإخواني أحمد منصور -والمطلوب حالياً على ذمة قضايا وتؤويه قطر- التي صور فيها 25 يناير باعتبارها غزوة «إخوانية» وثورة نفذها وخطط لها «الإخوان» وكأنهم لم يسرقوها، ولكنهم قرروا عمل قناة جديدة سموها «الجزيرة مباشر مصر»، وأخذت تعمل على الترويج لـ«الإخوان»، والتأكيد على أنهم الأصلح والأفضل والأقوى ومن يرفضهم يريد الفوضى في مصر، وساعدت قطر على وصول مرسي إلى السلطة وأخذت تغدق عليه ببعض الأموال، حتى إننا في مصر كنا نقول إن الرئيس المعزول محمد مرسي يتبع نظرية «عشانا عليكي يا قطر» الاقتصادية، وذلك من كثرة ما تردد عن أموال قطرية تأتي إلى مصر لم ير الشعب منها شيئاً. وتستمر قطر في نفس سياستها حتى يتدخل العاهل السعودي، ويأخذ تعهداً على الأمير القطري بعدم التدخل في شؤون الخليج، وأن يلتزم بوقف التحريض الإعلامي على الدول الأخرى، فخرج من اللقاء ولم ينفذ شيئاً، وكأن تنفيذه للمشروع الأميركي أهم عنده وأكبر من علاقاته بأشقائه وجيرانه في الخليج. مشكلتي كمواطن مصري مع قطر ليس أنها تستضيف حملات تحريض على الدولة المصرية وأنها تحاول أن تنحاز لنفس وجهة النظر الأميركية بأن ما حدث في مصر انقلاب وليس ثورة شعبية حقيقية، وليس أيضاً أنها مازالت تستضيف مجموعة من المجرمين المطلوبين للعدالة في مصر، الذين شاركوا وحرضوا على قتل المتظاهرين، وليس الدعم المالي الذي تقدمه لتنظيم الإخوان الإرهابي الذي يعيث في الأرض فساداً ولا معاندتها ومخاصمتها كل الدول العربية، لكن ما يجعلنا نطالبها أن تفيئ إلى أمر الشعب العربي، هو حرصنا على أموال الشعب القطري التي تنفق لخدمة مشروع أميركي لا يمكن له أن ينتصر في هذه المنطقة التي تتحدث أرضها باللغة العربية كما غنى الشيخ سيد مكاوي، التي تعرف الآن أنه لا مفر من مشروع عربي لمواجهة التطرف والإرهاب، فكما نجح الشعب المصري العظيم في دق أول مسمار في نعش المشروع «الإخواني» الأميركي وأسقط تنظيمهم الإرهابي في مصر، فإن هذه الأمة العربية ستنتصر بوحدتها على الإرهاب، وستعود من جديد يداً قوية وموحدة من أجل مصالحها ومصالح شعوبها، فقد أصبحت 99% من أوراق اللعبة بيد الشعوب العربية الآن. أخيرا‏? ً?لا? ?ينخدع? ?المسؤولون في قطر? ?بالطفلة? ?التي? ?حصلت? ?على? ?جائزة? ?نوبل? ?في? ?غفوة? ?من? ?الزمن،? ?والتي? ?قالت? ?عنكم? ?"قطر? ?العظمى?» ،?فالعظمة? ?لا? ?تأتي? ?بمشاريع? ?أميركية، ?ولا? ?بمخاصمة? ?الأشقاء? ?والجيران،? ?ولا? ?بالتحريض? ?على? ?الجيش? ?المصري، الذي? ?كان? ?ومازال? ?وسيبقى? ?جيش? ?العرب? ?أجمعين، ?لأن? ?هذه? ?الأفعال? ?لا? ?تليق? ?بالكبار? ?إطلاقاً،? ?بل? ?هي? ?أفعال? ?قطر? ?التي? ?ستبقى? ?وحيدة? ?? ?وسط? ?أمتها،? ?والتي? ?ستبيعها? ?أميركا? ?في? ?أول? ?الطريق? ?كما? ?باعت? ?غيرها? ?كثيرين? !