قرأت مقال «أميركا .. لماذا لا تفهم بوتين؟»، لكاتبته أنجيلا ستنت، وقد أعجبني قولها بأن تعقيدات منطقة ما بعد الاتحاد السوفييتي هائلة، كما انعكس ذلك في أزمتي أوكرانيا عامي 2004 و2014، ورغم ذلك فعدد المشتغلين بالشأن الروسي في الحكومة الأميركية وفي المجال الأكاديمي يتضاءل. ولعل الكاتبة محقة في ما ذهبت إليه من أن روسيا الحديثة لا تبدو مختلفة اليوم عن روسيا القديمة، رغم مرور وقت طويل على انتهاء الحرب الباردة، حيث لا تزال أميركا بحاجة إلى مهارات لفهم الكرملين ولاستيعاب لعبة بوتين في أوكرانيا. وما لم تستطع أميركا إدارة الأزمة الحالية بفعالية، فسيصعب عليها التركيز في مناطق لها فيها مصالح متداخلة مع روسيا، مثل إيران وسوريا وأفغانستان والقطب الشمالي، حيث ستظل هناك دائماً مساحة اعتماد متبادل مع روسيا استناداً إلى الواقعية وليس إلى «إعادة إطلاق» العلاقات. شعيب ناصر -الكويت