شكوك حول مونديال الدوحة.. وتباين أوروبي حيال روسيا هل سيتراجع الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» عن اختياره الدوحة لاستضافة مونديال 2020 بعد فضيحة الفساد التي تخيم على عملية الاختيار؟ وماذا يتعين على زعماء الاتحاد الأوروبي فعله في مواجهة ضم روسيا لشبه جزيرة القرم؟ وهل يجب إجراء تحقيق مستقل عن السلطات الماليزية في اختفاء الرحلة إم إتش 370؟ وهل للصين دور في أفغانستان ما بعد انسحاب القوات الأميركية؟ تساؤلات نضعها تحت الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة البريطانية. مونديال 2020 دعت صحيفة «الإندبندنت» في افتتاحيتها أول أمس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إلى تقديم إجابات سريعة ومقنعة بشأن مزاعم الفساد، التي اكتنفت اختيار قطر لاستضافة مونديال كأس العالم في عام 2020، لافتة إلى أنه يجب عدم استبعاد خيار إعادة المنافسة على ملف الاستضافة. وأوضحت الصحيفة أن هناك أسئلة مثارة منذ البداية، حتى قبل اختيار قطر المفاجئ لاستضافة كأس العالم، بشأن احتمالات وجود فساد. وأشارت إلى أنه قبل ستة أسابيع من التصويت على اختيار البلد المضيف في عام 2010، تم تعليق عمل اثنين من المسؤولين في المنظمة الكروية الدولية بعد أن كشفت تحقيقات صحفية عن محاولاتهما تقديم الدعم مقابل المال. وأضافت: «منذ ذلك الحين، تتواتر الاتهامات، لاسيما بعد الدليل الذي قدمه لورد تريمزمان، رئيس لجنة الاستضافة البريطانية التي تم رفض عرضها، إلى اللجنة البرلمانية، والذي زعم فيه أن جميع أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا قدموا طلبات غير ملائمة أثناء عملية التفاوض». وتابعت الصحيفة: «هناك أيضاً ادعاءات أكثر تحديداً بأن نائب الرئيس السابق للفيفا جاك وارنر، الذي استقال على إثر مزاعم منفصلة بالرشوة في عام 2011، تلقى 1.2 مليون دولار من شركة قطرية على علاقة بملف الاستضافة، إضافة إلى مليوني دولار أخرى حصل عليها أفراد من أسرته». ولفتت الصحيفة إلى جدية هذه الادعاءات في ضوء تقارير عن إجراء «مكتب التحقيقات الفيدرالي» الأميركي تحقيقاً بشأن تحويلات مالية ذات صلة بالموضوع عبر أحد البنوك في نيويورك. واعتبرت أن قطر لم تكن أبداً فائزاً متوقعاً، في ضوء ارتفاع درجات حرارة الجو أثناء فصل الصيف هناك إلى خمسين درجة مئوية، إضافة إلى القيود المفروضة على تناول المشروبات الروحية، ومن ثم لم يُنظر أبداً إلى الدوحة على أنها منافس جاد عندما أعلنت ترشحها. وذكرت الصحيفة أن هناك أسئلة عملية لم تتم الإجابة عنها بصورة مقنعة، لافتة إلى أنه رغم التخطيط لإنشاء أنظمة تبريد خاصة في الملاعب من أجل البطولة، فإنه من المتوقع على نحو واسع النطاق أن تغير الفيفا توقيت المونديال إلى فصل الشتاء للمرة الأولى، رغم ما يسبب ذلك من أضرار للدوريات المحلية. ضم القرم طالبت صحيفة «فاينانشيال تايمز» في افتتاحيتها أول من أمس الاتحاد الأوروبي بضرورة الوحدة في مواجهة ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا، لافتة إلى أن التكتل لا يزال مبتليا بالخلافات بين أعضائه بشأن كيفية الرد، حيث تدعو بريطانيا وبولندا إلى الحزم، بينما تنصح إيطاليا وإسبانيا بضرورة الحذر. وأضافت: «نتيجة لذلك، بدا أن الاتحاد الأوروبي أقل حرصاً من الولايات المتحدة على الرد بقوة على الانتهاك الروسي، وهو ما عزز مفاهيم الكرملين عن انقسام الغرب». وذكرت أنه رغم إعلان بوتين ضم القرم إلى روسيا في خطاب عاطفي أمام النخبة في الكرملين، مستطرداً في المظالم التي لطالما نشأت منذ انهيار القوة السوفييتية، والطريقة التي «احتال» بها حلف «الناتو» على روسيا عبر التوسع شرقاً، إلا أن أيّاً من ذلك لا يخفي واقع ما فعله بوتين بالاستيلاء على شبه الجزيرة، وانتهاك سيادة دولة مجاورة. وشدّدت على أنه ما لم يعاقب الغرب روسيا على ضم القرم، فسيكون لدى الكرملين رخصة من أجل مزيد من مزاعم الحاجة إلى الدفاع عن المواطنين الروس في الخارج. ونوّهت الصحيفة إلى أنه بعد ابتلاع بوتين للقرم، يتحول الانتباه الدبلوماسي إلى الاتحاد الأوروبي، مشيرة مع ذلك إلى أن رد زعماء التكتل على العدوان الروسي كان حتى الآن أقوى من المتوقع. وألمحت إلى تخلي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن ميلها الطبيعي إلى الحلول الوسط عندما وبخت بوتين بسبب لجوئه إلى ما وصفته بـ«قانون الغاب». ودعت الصحيفة زعماء الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة زيادة عدد المسؤولين الروس البارزين الخاضعين لحظر التأشيرة وتجميد الأصول، بما في ذلك بوتين نفسه، إلى جانب التأكيد بوضوح على أن مزيداً من العقوبات الاقتصادية واسعة النطاق ستفرض على روسيا إذا ما صعدت عدوانها. وأشارت إلى ضرورة قبول بريطانيا إجراءات من شأنها الإضرار بمدينة لندن كمركز مالي عالمي، بينما سيكون على ألمانيا وإيطاليا قبول القيود على واردات النفط والغاز الروسية، وسيتعين على فرنسا النظر في تعليق مبيعات سفن إنزال الحوامات البحرية إلى روسيا في أقرب فرصة. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بمطالبة القادة الأوروبيين بالاتفاق على كيفية تقاسم أعباء هذه العقوبات بشكل عادل بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. الطائرة الماليزية انتقدت صحيفة «الديلي تليجراف» السلطات الماليزية بسبب طريقتها التي وصفتها بـ«الحمقاء» في التعامل مع قضية اختفاء الرحلة «إم إتش 370» التي كانت متجهة من كوالالمبور إلى بكين قبل 13 يوماً، لافتة إلى أنها تزيد من معاناة أقارب ركاب الطائرة. وأوضحت أن اختفاء الطائرة، وهي من طراز «بوينج 777»، حدث من شأنه إرباك أية دولة، لكن المعلومات المتنوعة والمتضاربة من قبل السلطات الماليزية بشأن ما حدث للطائرة أذكت نظريات المؤامرة حول العالم. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المشروع، في ضوء امتلاك الحكومة الماليزية حصة كبيرة في شركة الطيران المعنية، التساؤل عما إذا كان ينبغي أن تواصل كوالالمبور إجراء عملية التحقيق في اختفاء الطائرة؟ وذكرت أنه بموجب ميثاق شيكاغو لعام 1944، يستلزم أي حادث جوي إجراء تحقيق مستقل عن الخطوط الجوية والحكومة المعنيتين، لافتة إلى جود سوابق لذلك. ففي عام 1999، أجرى أميركيون تحقيقاً في حادث الرحلة الجوية المصرية 990 التي سقطت في المحيط الأطلسي، التي أسفرت عن مقتل 217 شخصاً كانوا على متنها. واستبعدت الصحيفة إقرار الماليزيين بأية نقاط تقصير، ناهيك عن كشف نتائج التحقيقات، لكنها طالبتهم في ختام افتتاحيتها بضرورة الانفتاح بصورة أكبر على النصائح الخارجية من أجل المفقودين وأقاربهم. تعاون أميركي صيني وأفادت صحيفة «الجارديان» في مقال نشرته أمس بأن المصلحة المشتركة في آسيا الوسطى بشأن محاربة اليوغور وحركة «طالبان» تجمع بين بكين وواشنطن، إيذاناً بتشكيل تحالفات جديدة. ولفت كاتب المقال، ويليام دالريمبل، إلى وجود حوار صيني أميركي بشأن أفغانستان، لمناقشة الدور الذي يمكن أن تلعبه بكين بعد انسحاب الولايات المتحدة وقوات «الناتو» بحلول نهاية العام الجاري. وأوضح دالريمبل أن الخلاف بين أقوى قوتين عسكريتين في بحر الصين الجنوبي بشأن الجزر المتنازع عليها أخفى بشكل كبير انفراجاً كبيراً في العلاقات بينهما بشأن آسيا الوسطى. وأكد أن الحوار الناشئ لقى دعماً كبيراً في بداية الشهر الجاري عندما واجهت الصين هجوماً من قبل مجموعة من ثمانية مسلحين في إقليم يونان أسفر عن مصرع 29 شخصاً وجرح 140 شخصاً، لاسيما أن السلطات أعلنت أن الجناة من اليوغور. ونوّه إلى أن ما تعتبره بكين علاقة بين اليوغور من جانب و«طالبان» في أفغانستان والشبكات المسلحة في باكستان من جانب آخر، لعب دوراً في تغيير موقف الصين تجاه أفغانستان. وذكر أنه قبل خمسة أعوام كان الصينيون يعتبرون أفغانستان مصدراً للهيدروكربونات والمعادن وتريليونات الدولارات من النفط والغاز والنحاس والحديد والذهب والليثيوم التي تحتاجها بلادهم في توسع اقتصادها، «لكنهم الآن يرونها مشكلة أمنية أكثر منها فرصة اقتصادية». واختتم الكاتب مقاله قائلا: «إن الأحداث في أفغانستان التي تشمل الانتخابات ورحيل كرزاي وانسحاب الولايات المتحدة وحلف الناتو.. من شأنها تقرير ما سيحدث في المستقبل، لكن لسوء الحظ لا يمكن لقوة مثل الصين ضمان استقرار وسلامة الأراضي الأفغانية أثناء تلك الأحداث». إعداد: وائل بدران