في مقاله «دبلوماسية حافة الهاوية!»، أوضح محمد السماك جوانب وأبعاداً مهمة في الأزمة الأوكرانية الحالية، حيث ذكر أن الدولة الأوكرانية كانت على الدوام منقسمة على ذاتها، فالمناطق الغربية منها تتطلع نحو أوروبا وتتحدث باللغة الأوكرانية ولها كنيستها الكاثوليكية. والمناطق الجنوبية والشرقية تتطلع نحو روسيا وتتحدث اللغة الروسية، ولها كنيستها الأرثوذكسية. ويكاد يكون القاسم المشترك الوحيد بين مناطق أوكرانيا المختلفة هو مدينة كييف العاصمة، التي تتساكن فيها جماعات من سكان البلاد باختلاف جهاتها. وأعتقد مع الكاتب أن الثورة الأوكرانية الثانية التي اندلعت أواخر العام الماضي، ونجحت أخيراً في إطاحة الرئيس يانوكوفيتش، كان يمكن أن تحقق بعض أهدافها لولا بعض القرارات التي اتخذتها وبدت مستفزة للسكان من أصول روسية، خاصة قرار سحب الاعتراف باللغة الروسية كلغة رسمية للبلاد، والذي استفز المشاعر القومية للكريملين. وبسبب مثل هذه الأخطاء، علاوة على المصالح والحسابات الاستراتيجية الدولية، فإن أوكرانيا لم تعد قضية محلية، بل تحولت إلى برميل بارود يحسبه الأوروبيون فارغاً وهو ملآن! حسان غياث -الكويت