جسدت موافقة أعضاء «الاتحاد الدولي للاتصالات»، مؤخراً، على اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة «المؤتمر العالمي لتنمية الاتصالات» لعام 2014، خلال الفترة 30 مارس-10 إبريل، في «مركز دبي التجاري العالمي»، اعترافاً دولياً بالمكانة التي تحتلها الدولة كبيئة مثالية لتنظيم مثل هذا الحدث الدولي المهم، الذي ينعقد مرة كل أربعة أعوام، ويأتي نتيجة ما حققته الدولة من نجاحات كبيرة في هذا الشأن في الأعوام الماضية، حيث استضافت ثلاث فعاليات دولية كبرى في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال عام 2012، وهي «معرض الاتصالات العالمي» و«اجتماع الجمعية العالمية لتقييس الاتصالات» و«المؤتمر العالمي للاتصالات الدولية»، كما يأتي الاختيار الجديد للدولة من قبل أعضاء الاتحاد ليحمل رمزية وقيمة كبيرتين في هذا الشأن. قبل أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة دولة ذات إمكانات مميزة في استضافة الفعاليات الدولية الكبرى في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فهي واحدة من الدول ذات التجارب المميزة عالمياً في توفير البنى التكنولوجية واستيعاب تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ونشرها في مختلف الأنشطة الاقتصادية، كما أنها تعد من أفضل دول العالم أيضاً في مؤشر انتشار استخدام تلك التطبيقات في الحياة اليومية للسكان، وهو ما يؤهلها لكي تكون بيئة خصبة لنجاح الفعاليات الدولية الساعية إلى تطوير وتنمية تلك التكنولوجيا. وجدير بالذكر أن تفوّق دولة الإمارات العربية المتحدة في استضافة الفعاليات الدولية الكبرى لا يقتصر على تلك الفعاليات الخاصة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فقط، بل إن تفوّقها يتسع ليشمل جميع الفعاليات في مختلف القطاعات، وقد أثبتت جدارة كبيرة ونجاحاً منقطع النظير في ذلك، بفضل الجهود الوطنية الحثيثة التي جعلت من استضافة الفعاليات والمعارض الدولية صناعة قائمة بذاتها، ومصدراً مهماً من مصادر الدخل الوطني، وأحد الأنشطة المحركة للنمو في عدد كبير من النشاطات والصناعات في الاقتصاد الإماراتي، خصوصاً أنه يمثل أحد النشاطات الأكثر تشابكاً مع غيره من النشاطات والصناعات. ولعل الجهود الحثيثة التي تم بذلها في مجال تطوير بيئة الأعمال الخاصة بها على مدار الأربعين عاماً الماضية، منذ نشأة الدولة في مطلع سبعينيات القرن الماضي، هي التي أوصلتها إلى هذا الأداء المتميز، الذي لا يقتصر على القدرة على استضافة الفعاليات الدولية الكبرى فقط، بل يمتد ليشمل احتضان جميع النشاطات الاقتصادية والصناعات على اختلاف أنواعها وأشكالها أيضاً، بل إن مستوى التطور الثقافي والانفتاح الذي وصل إليه المجتمع الإماراتي يمثل هو الآخر واحداً من أهم عوامل نجاح النموذج التنموي الإماراتي بشكل عام، ويؤهله للعب المزيد من الأدوار على خريطة مراكز المال والأعمال والتجارة في العالم. إن الخبرة الطويلة التي بنتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال استضافة الفعاليات الدولية على مدار السنوات الماضية، أصبحت الآن من أهم أسباب نجاح تلك الفعاليات وقدرتها على تحقيق التطلعات والأهداف المرجوة منها. ولقد كان هذا المستوى المتميز من الخبرة أحد العوامل المرجحة بقوة لملفها الذي فاز في نهاية شهر نوفمبر الماضي بحق استضافة «معرض إكسبو الدولي 2020»، وستستمر هذه الخبرة عاملاً مرجحاً أيضاً لفرص الدولة في المنافسة على استضافة المزيد من الفعاليات في المستقبل. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.