Foreign Affairs النفط الصخري وروسيا الإمبراطورية ----- تناول العدد الأخير من دورية «فورين أفيرز» عدة قضايا راهنة من بينها التطورات الحاصلة على الساحة الأوكرانية، ففي مقال بعنوان «خطة بوتين لقلب النظام الأوروبي»، يتناول إيفان كراستياف الأسباب العميقة التي دفعت بوتين إلى اجتياح أوكرانيا والتداعيات المترتبة على ذلك. وبالنسبة للكاتب تمثل الخطوة الروسية محاولة ليس لفرض السلطة وإثبات الذات في صراع مستمر مع الغرب، بل هي في العمق صراع على الأفكار، ما يعني أن روسيا مستعدة لتحمل العزلة الدولية، وهي في رأيه قادرة على مواجهة العقوبات الغربية لأن ذلك ينسجم مع فكرة بوتين التي ترى في روسيا حضارة قائمة بذاتها وليس مجرد دولة كبيرة منفتحة على أوروبا. وبهذا يريد بوتين الرجوع بروسيا إلى ما قبل عام 1914 عندما كانت إمبراطورية مستقلة ومنغلقة على نفسها تتمتع بأسباب القوة والمنعة، بعيداً عن الغرب الذي يرى بوتين في قيمه الليبرالية انحطاطاً وتبخيساً لقيم المحافظة التي يدافع عنها. أما المقال الثاني فعنوانه «التداعيات الجيوسياسية لثورة النفط الصخري»، وفيه يستكشف روبرت بلاكويل وميجان أوسوليفان التحولات العالمية في مجال الطاقة مع دخول منتجين كبار إلى الساحة مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، حيث أصبح من المتوقع أن تتغير خريطة إنتاج الطاقة في العالم مع تركيز خاص على النفط الصخري المنتج في شمال أميركا. وبالطبع، يقول الكاتبان، سيكون لطفرة الإمدادات تلك تداعيات جيوسياسية بالنسبة لأميركا ودول العالم، فالبلدان التي تستخدم الطاقة لتعزيز حضورها، مثل روسيا، ستفقد جزءاً كبيراً من نفوذها، فيما ستستفيد أميركا من صادراتها، سواء اقتصادياً، أو دبلوماسياً.