التطورات الراهنة في أوكرانيا تدفع باتجاه استقطاب عالمي جديد، يضع روسيا في المواجهة مع الغرب، لكن هذه المرة ليس في سوريا، بل في الجوار الروسي المباشر. غريبة هي السياسة، فبعد دور لعبته موسكو في الدفاع عن النظام السوري، ها هي الآن تحاول الإبقاء على نفوذها في أوكرانيا، الجمهورية السوفييتية السابقة. وكأن لسان حال السياسة يقول «كما تدين تدان». الآن المجتمع الدولي ينظر لروسيا نظرة شك وريبة، فهل هي تدافع عن نفوذها السابق، أم تحاول الظهور من جديد على الساحة الدولية، لكن من زاوية القوة العسكرية هذه المرة. لكن الضحية الأولى سواء في سوريا أو أوكرانيا هو القانون الدولي، فحالة السكوت المشينة تجاه مأساة السوريين لا تقل خطورة عن التنمر الروسي في الأزمة الأوكرانية. ويبدو أن لغة القوة هي السائدة في عالم القرن الحادي والعشرين، رغم كل دعاوى التعددية الدولية وسيادة القانون الدولي. كريم فكري