نعى الإبراهيمي المبعوث الأممي المشترك إلى الشعب السوري محادثات جنيف-2 التي انتهت جولتها دون التوصل إلى نتائج مرضية توقف المجازر التي تُرتكب على التراب السوري، ما يعيق وصول المؤن والمساعدات إلى مئات الآلاف من السوريين في البلدات المُحاصرة. وبدا الإبراهيمي واضحاً عندما قدّم اعتذاراً واضحاً للشعب السوري بقوله: «أنا آسف جداً جداً وأعتذر للشعب السوري..عن آماله التي كانت كبيرة للغاية هنا، آماله في أن شيئاً سيحدث هنا» وألمح الإبراهيمي إلى وجود نسخة ثالثة من مسلسل جنيف، ولسوف تخصص لموضوع العنف والإرهاب، وتشكيل هيئة حكم انتقالية والمؤسسات الوطنية، والمصالح الوطنية. ورغم أن الاختلاف الذي عصف بـجنيف-2 مازال دون حل، وتم ترحيله إلى جنيف- 3 وهو إصرار النظام السوري على مناقشة قضية مكافحة الإرهاب أولاً، ورفضه التحول إلى مناقشة أي موضوع آخر حتى يتم الاتفاق على هذا الموضوع! ويبدو من تلميح الإبراهيمي أن النظام يرفض تشكيل هيئة حكم انتقالية تتمتع بقوة تنفيذية كاملة، بينما يصرّ وفد المعارضة السورية على مناقشة هذا الموضوع أولاً، أن رأسيّ الطرفين قد اصدما بجدار صلب. في الولايات المتحدة، حيث يجول أوباما تبدو القضية لديه «باردة» جداً، حيث صرّح بأنه يدرس سبلاً جديدة للضغط على النظام السوري ، لكنه لا يتوقع حلاً للصراع في أي وقت قريب؟! وهذا التصريح «الفاتر» يعطينا الانطباع عن كيفية نظر الإدارة الأميركية للصراع الدائر في سوريا، دونما اعتبار للضحايا الذين يسقطون يومياً، ودونما اعتبار لحالة المُشردين في المنافي والعراء! كما عبّر عن ذلك رئيس الصليب الأحمر الدولي بأنه توجد مناطق مُحاصرة إلى جانب حمص يعيش فيها أكثر من مليون شخص في ظروف بالغة الخطورة. وعشية «تأبين» جنيف- 2 أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه سيتم التوجه إلى الأمم المتحدة أو مجلس الأمن وإلى لقاء (5+1) ولقد تأكد للعربي من خلال محادثة له مع الإبراهيمي أن خلافات شديدة خيمت على محادثات جنيف-2 حول أولويات القضايا المطروحة للنقاش. وكان الوفدان ( النظام والمعارضة) قد تبادلا الاتهامات بـ (تفشيل) جنيف- 2، ففي حين قال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن النظام يضيّع الوقت بقصد إفشال المفاوضات، وأن الروس لم يضغطوا على النظام السوري، قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إن وفد المعارضة يود التعامل مع بند نبذ العنف ومكافحة – ما أسماه – الإرهاب، بشكل سطحي. كما أعرب نائب وزير الخارجية السوري عن أسفه لأن الجولة لم تحقق أي تقدم، واتهم بدوره المعارضة بطرح أجندة مختلفة وغير واقعية، في الوقت الذي أكد استعداده لمناقشة قضية الحكومة الانتقالية بعد التوصل إلى حل لمكافحة – ما أسماه – الإرهاب. وكان وزير الخارجية الروسي اتهم المعارضة وبعض الدول المشاركة في مفاوضات جنيف- 2 بالتركيز على تغيّر النظام، وعدم الرغبة في مواصلة التفاوض! هنالك أكثر من 130 ألف سوري قضوا في المعارك الدائرة منذ ثلاثة أعوام، في حين تتم محاصرة مئات الآلاف داخل المدن والبلدات السورية، بينما يتواجد أكثر من 4 ملايين لاجئ ومُشرد في العراء، يعانون ويلات البرد القارص ونقص الغذاء وبقية المستلزمات الإنسانية الأساسية. والنظام والمعارضة ما زالا تتجاذبهما الأيادي الطويلة، والنظرات إلى «ثمار» المستقبل، دونما أي اعتبار للحاضر الذي يبدو قاتماً ومؤلماً، وحتماً سيبذر الكثير من بذور الكراهية والعنف في المجتمع السوري. لقد‏? ?حان? ?الوقت? ?لموقف? ?أممي? ?واضح? ?يوقف? ?العنف? ?في? ?هذا? ?البلد،?? وينقذ? ?ما? ?يمكن? ?إنقاذه? ?، ?ويحاكم? ?المسؤولين? ?عن? ?هذا? ?القتل? ?والدمار? ?الذي? ?لحق? ?بالبلاد? ?،? ?ويهيئ? ?الطريق? ?نحو? ?حياة? ?ديموقراطية? ?مستقرة? ?وآمنة? ?في? ?سوريا? ?،? ?حتى? ?لو? ?ذهب? ?ألفُ? ?نظام? ?،? ?أو? ?رُميت? ?ملفات? ?التاريخ? ?في? ?سلة? ?المهملات?!?