كان من الواضح لدى انطلاقة مفاوضات «جنيف- 2»، وفي جميع حواراتها، أنه «لا بوادر للتسوية»، كما قال الدكتور شملان يوسف العيسى في مقاله المنشور هنا يوم أمس. لذلك فقد كان الإعلان عن فشل المفاوضات، إعلاناً متأخراً من جانب المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي، لكنه مع ذلك كان مطالباً ببذل الجهد والتعلق بأمل الوصول إلى حل حتى آخر لحظة. فهكذا تقتضي المسؤولية الأخلاقية والسياسية، وهكذا أيضاً توصي قواعد إدارة المفاوضات والتوسط السياسي. كان لكل من الجانبين؛ الحكومة والمعارضة، أجندته التي لا يمكن بحال من الأحوال أن تلتقي مع أجندة الجانب الآخر. فالمعارضة تريد التباحث حول موضوع واحد، ألا وهو تشكيل هيئة حكم انتقالي، أي مفاوضة الأسد على إنهاء نظامه. والحكومة تصر على مناقشة قضية واحدة، ألا وهي محاربة الإرهاب ودحر الإرهابيين، أي مطالبة المعارضة بأن تقر وصف نفسها كجهة إرهابية وإدانة نضالها ضد الظلم والاستبداد باعتبارهما عملا إرهابياً يجب وقفه وسجن مرتكبيه على الفور. فأي أرضية إذن يمكن أن تلتقي عليها أجندتان بهذا الحجم من التباين والتباعد؟! بشير عمر- لبنان