تطرق الدكتور أحمد يوسف في مقاله المنشور يوم أمس الثلاثاء بصفحات «وجهات نظر» إلى جملة من القضايا المرتبطة بدول الربيع العربي وما تعيشه من تطورات وأحداث متلاحقة، فهو أشار إلى أن البلدان التي شهدت الإطاحة بأنظمتها السابقة ما زالت تعيش على وقع الاضطرابات ولم يستقر وضعها السياسي والأمني بعد، والسبب في نظر الكاتب، وهو سبب لا يمكن الاختلاف عليه، أن الثورات والانتفاضات تستغرق عادة وقتاً قد يمتد إلى عقود قبل أن تحسم النتائج وتعرف المآلات، والملاحظة الثانية الواضحة أيضاً للعيان هي التململ الاقتصادي والتدهور في الحياة المعيشية للناس، فقد كان أحد بواعث الانتفاضات الأساسية البعد الاقتصادي والاجتماعي في ظل الصعوبات المعيشية التي يعاني منها المواطن العربي، لكن بعد ثلاث سنوات على الإطاحة بالأنظمة التي قيل إنها مسؤولة عن الأوضاع المتردية، لم يلمس المواطن تحسناً ملموساً في معيشه اليومي، بل بالعكس تدهورت حالته في ظل عدم الاستقرار الأمني والاضطراب السياسي، ولعل ما زاد من تكريس التدهور صعود تيارات الإسلام السياسي إلى الحكم مباشرة بعد انقشاع غبار ما سمي بالربيع العربي بعدما أظهرت قدراتها على التعبئة والحشد وتوظيف الدين لاستمالة الناخبين، لكن حتى بعد توليها الحكم، كما في الوضع المصري، فشل الإسلام السياسي في الاستجابة لمطالب الشعب، وأظهر نزوعاً واضحاً نحو السيطرة واحتكار السلطة، وعدم استعداد للتوافق مع القوى السياسية الأخرى. مراد فكري