أتفق مع بعض ما ورد في مقال الكاتب حلمي شعراوي: «أفريقيا ومعارك التكالب الثالث»، وأعتقد أن القارة السمراء هي أكثر سوق واعدة في المديين القريب والمتوسط، وذلك لكونها دخلت مرحلة الانتعاش الاقتصادي، كما العديد من دولها بدأت تشهد صعوداً اقتصادياً ملحوظاً. وهذا هو ما يفسر ما سماه الكاتب بظاهرة «التكالب» عليها، لكون العدد الهائل للسكان، ووفرة الموارد الأولية، واتساع حركة التنمية في القارة، كلها تجذب بطبيعة الحال اهتمام الاقتصادات الكبرى، ولذلك نرى هذا التكالب على عقد «شراكات» مع الدول الأفريقية، من قبل الاقتصادات الكبيرة التقليدية في أوروبا وأميركا الشمالية، وكذلك من قبل بعض الدول البازغة مثل البرازيل والصين والهند وروسيا وتركيا وغيرها. وفي اعتقادي أن على الدول العربية الصاعدة اقتصادياً أن تعطي هي أيضاً أهمية كبيرة للاستفادة من فرص الاستثمار في القارة السمراء، وعقد شراكات مع دولها، وخاصة أن الدول العربية هي الأقرب جغرافياً وتاريخياً للدول الأفريقية، وهذه ميزة تخدم الجانب العربي في سباق التنافس على عقد الشراكات مع القارة. علي إبراهيم - القاهرة