كيف لنفس أن تتحمل هذا الدمار، ما ظهر منه وما بطن؟ لقد فاقت بشاعةُ ما يجري في سوريا كلَّ ما نقلته إلينا الصور من دمار الحرب العالمية الثانية، ومآسي حرب البلقان خلال تسعينيات القرن الماضي. لم تترك هذه الصورة قولاً لقائل يقوله حول الصراع الحالي في سوريا، وما يسطره من ألم في حياة السوريين، ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً. فهي صورة لطفلين يمشيان وسط شارع بمدينة دير الزور بشمال شرق سوريا، لم يسلم فيه شبر واحد من الدمار الذي أحال الأبنية إلى أنقاض وحيطان متداعية وسقوف آيلة للسقوط. ويعود الطفلان حاملين معهما بعض الطعام لعائلتيهما في أحد الأحياء المحاصرة. لقد أصبح الحصار كلمة السر في سوريا، عبر القوات الحكومية على الأرض، وقناصتها على السطوح، والبراميل المتفجرة من الجو... مما اضطر عوائل كثيرة للمجازفة بحياة أطفالها من خلال إرسالهم عبر ممرات ضيقة تلتف على معابر الحصار، لجلب طعام عزّ وأصبح شحيحاً إلى حد المجاعة. إنها المهمة المتبقية لأطفال غابت المدرسة من حياتهم وحل محلها الخوف اليومي من الموت جوعاً أو قنصاً! (أ ف ب)