أعتقد أن مقال: «مصر وتونس... ودروس الماضي» للدكتور عبدالحق عزوزي قد وضع النقاط على الحروف في كثير من مآزق بلدان ما سمي «الربيع العربي»، ومشكلة العديد من هذه الدول منذ سقوط النظم السابقة قبل قرابة ثلاث سنوات، هي غياب التوافق، وسعي كل طرف للاستفراد بالمشهد السياسي، وجاءت الطامة الكبرى مع قفز جماعات الإسلام السياسي على ظهر موجة التغيير الذي لم تلعب فيه أصلاً دوراً كبيراً لتستولي بذلك على جهود الشباب غير المسيَّس الذي أسقط النظم السابقة. وتختلف التجربة المصرية عن بقية التجارب الأخرى في أن الشباب غير المسيَّس والشرائح العريضة من الثوار انتفضت في النهاية على جماعات الإسلام السياسي في ثورة 30 يونيو واستعادت ثورتها، وها هي ماضية الآن لتحقيق أهدافها، وقد نجح استفتاء الدستور إلى حد بعيد. وفي المستقبل القريب أيضاً يتوقع تنظيم انتخابات أخرى سيكون للشباب والشرائح الشعبية الوطنية دور كبير فيها، إن شاء الله. جمال سليم - الدوحة