«علاقة الفكر بالمؤسسات»، هي العلاقة الغائبة أو المفتقدة في كثير من نواحي الحياة العامة العربية. وقد ناقش الدكتور حسن حنفي في مقاله الأخير ذلك الغياب أو الافتقاد وتأثيره على المصائر والظروف والأقدار العربية المعاصرة. وإذ أنه لا وجود لمؤسسة حقيقية قادرة على أداء دورها في الشأن العام وعلى الإسهام في صناعة المستقبل، ما لم تملك فكراً ينير الطريق ويرسم الآفاق ويحرر الطاقات ويرشد الجهود ويسدد الرؤى، فإن مستقبل الأوطان متوقف على بناء فكر وطني تنويري يأخذ بأيدي الشعوب نحو أشواقها وتطلعاتها المنشودة. ولعل الأخطر من الفراغ الفكري في البناء المؤسسي، هو القطيعة الفكرية بين الأجيال، حيث يذكر الكاتب أن بعض الأجيال تبدو متجاورة وغير متفاعلة، كما لو أنها تعيش في عدة عصور في آن واحد. ومع وجود علاقة أفقية من هذا النوع، يضيع مسار التاريخ من الشعوب وتفلت حركته الخلاقة. جمال حلواني -أبوظبي