ترتيب الأولويات من أهم أسباب نجاح أي خطط إدارية. والأجندة الوطنية التي تحدث عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، حدد فيها هموماً وطنية عميقة، يشكو منها المواطن الإماراتي. وهي أيضاً أولويات بالنسبة للحكومة التي تسعى دائماً إلى إيجاد حلول سريعة لكل الصعوبات التي قد تعترض سبيل عملها. فالتوطين والإسكان قطاعان يحتلان النصيب الأكبر من الهموم، فلا تزال البطالة موجودة، ولا تزال الوظائف التي تبحث عن مواطنين شاغرة أو مشغولة بغيرهم. ولعل من المهم الإشارة إلى حقيقة يلمسها كل من له علاقة، بسوق العمل بأن ثقافة العمل صارت موجودة بوضوح لدى الإماراتي، حيث أصبح العمل ضرورة يومية لا تستلزم صفة وظيفية معينة أو محددة بإطار، وذلك على عكس ما كان يروج البعض عن الموظف الإماراتي، ومحاولة البعض نعته بالكسل والتخاذل وعدم وجود حافز لديه. اليوم نرى الإماراتي يعمل في كل المجالات، ولم يعد العمل بالنسبه له مجرد وظيفة، فالمتطلبات اليومية لقياس الأداء جعلته يسعى حثيثاً لتطوير أدواته اليومية والوصول إلى رضا وظيفي، يحقق له رضاء ذاتياً، وهذا الأخير مهم وأساسي. لا يزال التوطين في حاجة إلى إرادة قوية، تتمثل في التشجيع عليه، وإلزام المؤسسات الحكومية والخاصة به، فالكادر الإماراتي ليس قاصراً، أو متطلباً، بقدر ما هو في أمس الحاجة إلى شغل وظيفة تعزز دوره في مجتمعه، وتوفر له في الوقت ذاته متطلبات الحياة اليومية التي تحولت إلى ضرورات لا غنى عنها. ثم الإسكان الذي يمكن تصنيفه بالصداع المزمن لدى الشاب الإماراتي الذي يحتاج إلى قرض، لتوفير السكن. ولا ينبغي السكوت على الظواهر السلبية التي يشكو منها المجتمع المحلي اليوم، الذي يحرص على هويته وثقافته، ولكن الرياح الدخيلة جعلت بعض الأسر تشكو الجريمة، وتعاني من سلوكيات غريبة مستهجنة. مثل هذا القضايا العالقة تسبب الكثير من التراكمات والخشية من تفاقمها في أي لحظة، فمن المهم نزع فتيلها، ولذا كان من الضروري بمكان أن تُحل من جذورها، كي نتفادى تبعاتها. الملحُ الآن هو معالجة بنود الأجندة، ووضع خطة زمنية للانتقال لمرحلة متقدمة ولمواضيع أخرى نكمل بها مسيرة الدولة نحو الأفضل دوماً، ونحو التكامل في القطاعات. الأولويات مهمة جداً، والأهم حصرها، والسير بخطى مدروسة نحو النجاح في إنجازها والنظر نحو غيرها كخطوة متقدمة قادرة على القفز نحو الأكثر جودة وتميزاً.