قطار الاتحاد، الذي من المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى منه، والمتمثلة في خط (شاه- حبشان)، نهاية العام الجاري 2014، ويبلغ طولها 264 كيلومتراً، يُعتبر من المشروعات الاقتصادية والاستراتيجية العملاقة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ليس فقط لأنه يمثل نقلة نوعية في مجالات التجارة والنقل، من خلال ربط المدن والمناطق المختلفة، وإنما أيضاً لما يترتب عليه من مردودات إيجابية تعزز مسيرة التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة. يؤكد مشروع قطار الاتحاد بمراحله الثلاث، والتي يُتوقع أن يتم الانتهاء منها عام 2018، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتبنى رؤية شاملة للتنمية تأخذ في الاعتبار التخطيط الاستراتيجي للمستقبل، وتراعي متطلبات النمو الاقتصادي، والاحتياجات المستقبلية للزيادة السكانية والتوسع العمراني المتوقع في مختلف إمارات الدولة، خاصة إذا ما تم الأخذ في الاعتبار أن مدن الدولة المختلفة تشهد نمواً كبيراً على الصعيد التجاري والصناعي والسياحي وفي مجالات عدة أخرى، ولا يمكن لأي من هذه القطاعات أن تنهض بأنشطتها بدون بنية مواصلات داخلية تحتية قوية وحديثة تستطيع تلبية احتياجات النمو في هذه المجالات، وهذا أحد الأهداف الرئيسية لقطار الاتحاد، حيث سيسهم في ربط المدن والمناطق البعيدة بالمدن الرئيسة، الأمر الذي سيؤدي إلى تعزيز وسائل وقنوات التواصل في ما بينها، والعمل على زيادة كفاءة توزيع سكان الدولة بشكل متوازن على أقاليم الدولة أجمع، من خلال خلق مراكز عمرانية جديدة بالقرب من المشروعات الكبرى على امتداد خط القطار، ناهيك عن الأثر الإيجابي لهذا المشروع على قطاع التوظيف نظراً لما يولده من فرص عمل جديدة، خصوصاً أن هذا المشروع من المشروعات التي تحتاج إلى أيد عاملة كثيفة في عدد واسع من التخصصات والمهارات. أحد المردودات الإيجابية المهمة لمشروع قطار الاتحاد أنه سيسهم بشكل كبير في تعزيز فرص التجارة البينية والخارجية. فعلى الصعيد الداخلي، فإن ربط إمارات الدولة المختلفة بشبكة متطورة من المواصلات من شأنه تعزيز بيئة التجارة ونموها بين هذه الإمارات. وعلى الصعيد الخارجي، سيضاعف المشروع من عملية التبادل التجاري مع باقي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، خاصة في ظل ما هو مخطط له من ربط قطار الإمارات بشبكة السكك الحديدية السعودية بطول نحو 200 كيلو متر من خلال مدينة الغويفات غرباً، وبسلطنة عمان عبر مدينة العين شرقاً. وعلاوة على ما سبق، ينطوي المشروع على مردود مجتمعي مهم، حيث سيحقق لشريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين العاملين في مناطق بعيدة سرعة التنقل بين أماكن عملهم وأماكن إقامتهم، وهذا من شأنه حل مشكلة المواصلات، والتي أصبحت ملمحاً تشترك فيه العديد من مدن الدولة، فلا تخلو مدينة من ظاهرة الازدحام المروري أو حوادث الطرق، أي إن المشروع بهذا المعنى يوفر الكثير من الجهد والمال والأمان للسكان، خاصة في ظل التقديرات التي تشير إلى أن ظاهرتي الازدحام والحوادث المرورية تكلفان الدولة مليارات الدراهم سنوياً، بسبب ما يترتب عليهما من تأخر في نقل البضائع، واستهلاك الوقود بشكل كبير وإعادة صيانة الطرق. قطار الإمارات، بما ينطوي عليه من جدوى اقتصادية واجتماعية وبيئية، يمثل مشروعاً نوعياً يعزز النمو المستدام، ويتواكب مع رؤية الإمارات 2021 التي تستهدف تعزيز التنمية الشاملة في مختلف المجالات. ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.