لعل «باترسيو أسفورا»، كان محقاً في مقاله الأخير حين تحدث عن «عاصفة شديدة في بيروت!»، وذلك بتناوله طيف التحديات والمخاوف الكثيرة التي تحيط بلبنان حالياً، ليس فقط بسبب عجزه المزمن عن تشكيل حكومة دائمة، أو الإخفاق في ترجمة التوافقات التي انبثقت عن مؤتمر الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين، ولكن أيضاً بسبب عجزها عن التعاطي مع مصالح طائفتها ومصالح الوطن. وكان الكاتب محقاً حين ذكر عدة أحداث غيرت نمط مشاركة السنة في لبنان؛ مثل اغتيال رفيق الحريري، وتعاظم القوة العسكرية لـ«حزب الله»، وحرب الأسد الوحشية ضد شعبه. وهنا نلاحظ أن الأزمة السورية ربما شكلت اختباراً أو تحدياً غير مسبوق للبنان ككل، وللنخبة السنية على وجه الخصوص، حيث كان بالإمكان، في رأيي، استغلال هذه الأزمة لإظهار الطابعين الطائفي والخارجي لـ«حزب الله» أكثر من أي أزمة أخرى مرت على لبنان. لكنه الموقف الذي لم تعرف النخبة السنية استثماره للخروج من قبو الإقصاء والتخويف داخل الوطن! جمال إيوب -دبي