في مقاله «معركة العراق: إحباط الأصدقاء وإغراء الخصوم!»، انتقد جيمس جيفري ما اعتبرها حياداً في غير محله من جانب الإدارة الأميركية حيال الصراع الحالي في العراق بين المالكي وخصومه، إذ أخذ على كيري قوله إن ذلك الصراع يخص العراقيين وحدهم، على اعتبار أن مثل هذا الموقف يقوض الالتزامات الأميركية المعلنة بشأن دعم العراق ومساعدته في التصدي للإرهاب. ورغم اتفاقنا جميعاً على ضرورة التصدي للإرهاب ودحره في أي مكان، إلا أن محاولة المالكي وصم خصومه السياسيين بالإرهاب والحصول على دعم أميركي تحت ذلك العنوان، هي ما ينبغي الانتباه له تفادياً للوقوع في فخ خلط من هذا النوع. وهنا أريد التأكيد على حقيقتين مهمتين أشار إليهما الكاتب نفسه؛ أولاهما سياسات المالكي ضد العرب السنة باعتبارها مصدراً مهماً لإثارة القلاقل في المناطق الغربية من العراق، وثانيهما هو التعاون الذي لم يتوقف من جانب قبائل الأنبار مع الحكومة العراقية ضد «القاعدة». لذلك أعتقد أن أي موقف أميركي يتجاهل هذين المعطيين سيكون انخراطاً مجانياً في صراع داخلي لصالح أحد طرفيه ضد الطرف الآخر، كما أتمنى أن تلتزم واشنطن بمقتضيات التوصيف الذي طرحه كيري في هذا الشأن. تامر عمار -الكويت