تضع دولة الإمارات العربية المتحدة العمل على تعزيز التلاحم والتواصل الوطني والمجتمعي ضمن أولوياتها الرئيسية، على أساس أن ذلك يصب في مصلحة بناء مجتمع قوي مستقر ومتماسك. وفي هذا السياق، فإن مجالس المناطق والأحياء السكنية التي شرعت إمارة أبوظبي في إنشائها، بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تعتبر من المبادرات النوعية التي تسهم في تعزيز هذا الهدف، ليس فقط لكونها تسهم في التعرف إلى احتياجات المواطنين عن قرب، والعمل على حلها في أسرع وقت ممكن، وإنما أيضاً لأنها تعمل على نشر القيم الثقافية الإيجابية الفاعلة بين أفراد المجتمع وتعزيز الشعور بالهوية الوطنية لديهم. لقد وصف سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية خلال زيارة سموه لمجلس الوثبة في أبوظبي، والتقائه عدداً من المواطنين، مؤخراً، هذه المجالس بأنها «مجالس خير تعود بالنفع والفائدة على المجتمع»، بالنظر إلى ما تقوم به من احتضان أبناء الحي، ودورها في التلاحم الوطني والتواصل، وهذا يعكس الاهتمام الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة لتفعيل الآليات التي من شأنها التواصل مع أفراد المجتمع عن قرب، وتلمس احتياجاتهم واتخاذ المبادرات التي تستجيب لها بشكل عملي وفاعل. وتنطوي مجالس المناطق والأحياء السكنية على العديد من الدلالات والمردودات الإيجابية: أولها، أنها تعكس حالة التفاعل البنّاء بين القيادة والشعب، وتترجم بشكل عملي سياسة الباب المفتوح التي تميز العلاقة بين الحاكم والشعب في دولة الإمارات العربية المتحدة. ثانيها، أن هذه المجالس تتناول مختلف القضايا العامة التي تهم أحوال المواطنين، ومن ثم فإنها تقدم صورة حقيقية عن طبيعة المشكلات التي تواجههم بعيداً عن المبالغة والتهويل، وبالتالي تسهم في حل المشكلات التي يعانيها أبناء هذه المناطق. ثالثها، أن هذه المجالس تجعل المواطنين شركاء في عملية صنع القرار، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا ذات الصلة بأوضاعهم الحياتية والمعيشية؛ لأن هذه المجالس تتيح لهم التقدم بتصوراتهم ومقترحاتهم إزاء مختلف القضايا للمسؤولين، الذين يقومون بنقلها إلى الجهات المعنية. لقد أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- في خطابه بمناسبة اليوم الوطني الثامن والثلاثين في ديسمبر 2009 «دعم كل جهد مبذول لإحياء الممارسات الإماراتية الأصيلة، وعلى رأسها تعزيز التلاحم المجتمعي بما يرسخ قيم التماسك الأسري والتكافل الاجتماعي والشراكة المجتمعية»، معبراً بذلك عن إيمان القيادة الرشيدة العميق بقيم التلاحم والتضامن والتكافل المجتمعي، وحرصها البالغ على نشرها بين أفراد المجتمع، باعتبارها تعكس خصوصيته المجتمعية، وموروثه الشعبي الزاخر بالعطاء والتضامن، ولهذا كله تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً فريداً في التلاحم الوطني والمجتمعي، يتجسد بشكل واضح في علاقة الحب والتقدير والاعتزاز المتبادلة بين القيادة والشعب، والتي ظهرت جلية مؤخراً في مبادرة «شكرا خليفة»، التي تفاعل معها الشعب الإماراتي بكل فئاته، تجسيداً لمعاني الوفاء للقيادة الرشيدة، وعرفاناً لما تقوم به من جهود تستهدف الارتقاء بنوعية الحياة لجميع من يعيشون في الإمارات، وما تطرحه من مبادرات تسهم في تعزيز أواصر التضامن والتكافل بين أفراد المجتمع.