عنصرية إسرائيلية ضد الأفارقة... ومساعي «كيري» تؤجج عنف المتطرفين هل تنطوي معاملة إسرائيل للمتسللين الأفارقة على عنصرية أم أنهم يمثلون خطراً على وجودها؟ وما هي تداعيات محاولات كيري على المواجهة المباشرة بين المستوطنين اليهود والمواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية؟ وما مدى الدعم الذي تقدمه كندا للإسرائيليين على الصعد كافة؟ وكيف ستستغل وزارة المالية الإسرائيلية فائض الموازنة بعد تغيير توقعاتها بشأن وجود عجز؟ تساؤلات نقاربها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الإسرائيلية. المتسللون إلى إسرائيل اعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في مقالة افتتاحية نشرتها أول من أمس، أن إسرائيل لا يمكنها استقبال عشرات الآلاف من الأفارقة الذين يعبرون الحدود. وأوضح كاتب المقالة نوح كليجر أنه لا حاجة للتأكيد على أن المتسللين من أفريقيا يمثلون مشكلة معقدة بدرجة كبيرة بالنسبة لإسرائيل، ويصعب إيجاد أي حل منطقي ومقبول لها. وأضاف «على رغم ذلك، يجب على إسرائيل أن تجد هذا الحل لأنه كما هو واضح للجميع لا يمكن أن يستمر الوضع الراهن، إذ إن المشكلة تتفاقم في كل يوم». وفي حين لا تمانع إسرائيل في الهجرة إليها من غالبية دول العالم، زعم الكاتب أن الجميع يدركون أن المتسللين «الأفارقة» يمثلون تهديداً على وجود إسرائيل، مدعياً في مزايدة مكشوفة «أن هذه ليست مشكلة عنصرية». وذكر كليجر أن الذين يتعاملون بشكل سيئ مع المتسللين لا يمثلون إسرائيل، وإن كان قد دافع عنهم قائلاً «لكنهم ليسوا عنصريين، وإنما أغبياء». وانتقد أصحاب المؤسسات والمطاعم والمقاهي والشركات الأخرى التي توظف المتسللين، الذين لا يحملون بالطبع تصريح عمل، وتدفع لهم أجوراً زهيدة تقل بكثير عن الحد الأدنى للأجور، موضحاً: «إنهم لا ينتهكون القانون فحسب، ولكنهم أيضاً يشجعون على وصول مزيد من المتسللين». واختتم الكاتب قائلاً «لم نضع لفترة طويلة سياسات محددة لعلاج هذه المشكلة، ومن ثم يجب علينا أن نحدد كلاً من المبادئ وخطط العمل اللازمة لإيجاد حل مناسب وممكن لنا ولهم». مبادرة كيري رجحت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها أول من أمس أن المواجهات بين المستوطنين الإسرائيليين والسكان الفلسطينيين ستزداد مع تكثيف وزير الخارجية الأميركي جون كيري جهوده من أجل إحلال السلام عبر المفاوضات الجارية بين الطرفين. وأضافت «إن المواجهة بين المستوطنين المتطرفين وسكان قرية قصرة في الضفة الغربية يوم الثلاثاء الماضي كان من الممكن أن تتحول إلى حمام دماء، لو لم يتدخل بعض سكان القرية لمنع إعدام الإسرائيليين». وحذرت الصحيفة من إمكانية تكرار مثل هذا الحادث الذي يمكن أن يجر الضفة الغربية بأسرها إلى دوامة هجمات إرهابية واعتداءات ثأرية وربما يؤدي أيضاً إلى عمل عسكري. وتابعت «إذا بدت مبادرة السلام الأميركية جادة بدرجة كبيرة، فإن ذلك يعني أن مزيداً من الحوادث من هذا النوع سينتشر»، لافتة إلى أن زيارات وزير الخارجية الأميركي المتكررة إلى المنطقة تقرب القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية من لحظة يجب عندها أن تقررا الرد على المقترح الأميركي بشأن اتفاق إطار العمل. وأوضحت الصحيفة أن هذا الاتفاق من المتوقع أن يفضي إلى استفزازات ضخمة بشأن المستوطنات غير القانونية خارج الكتل الرئيسة، وعليه، فإن جهود كيري تثير التوترات والمخاوف بين المتطرفين من اليمينيين الإسرائيليين. وذكرت أن الكتلة اليمينية الإسرائيلية تفضل الثأر الأعمى ضد الأشخاص والممتلكات الفلسطينية مع كل قرار تتخذه الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية لإخلاء أو هدم مبنى غير قانوني في البؤر الاستيطانية. وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء الإسرائيليين المتطرفين ربما يهدفون بصورة متعمدة إلى إشعال الأوضاع في الضفة الغربية من أجل إحباط المبادرة الأميركية. وأكدت أن «إنجازات الأجهزة الأمنية في وقف هذا الإرهاب من قبل اليهود لا تزال ضئيلة جداً حتى الآن»، لافتة إلى أن عليها الاستعداد في مواجهة استفزازات هؤلاء المتطرفين. دعم كندي دعا الكاتب ديفيد وينبيرج في مقال نشرته صحيفة «جوريساليم بوست» أول من أمس إلى ضرورة الترحيب الشديد بزيارة رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر إلى إسرائيل خلال الشهر الجاري، معتبراً كندا الحليف «الأكثر وفاء» لبلاده. وأوضح أنه على رغم ذلك يقلل كثير من المراقبين من شأن كندا، باعتبارها لاعباً صغيراً على الساحة العالمية، ومن أهمية تدخلاتها نيابة عن إسرائيل، مؤكداً أنهم مخطئون. وأضاف «إن السجلات تكشف أن دعم كندا لإسرائيل شامل وقوي وله ثقل»، لافتاً إلى سبقها الدائم أمام بقية دول العالم في وضع نموذج غير مسبوق لدعم الإسرائيليين، وهو ما يمثل قيمة دبلوماسية كبيرة وضرورية. وتابع وينبيرج «كانت كندا أول دولة في العالم تعلق فوراً المساعدة المباشرة إلى السلطة الفلسطينية عندما تم انتخاب حركة «حماس» في عام 2006، معتبرة إياها منظمة إرهابية لا تفي بمعايير الشرعية الدولية، التي تشمل الاعتراف غير المشروط بإسرائيل وقبول الاتفاقيات السابقة». وأشار إلى أنه سرعان ما تبنت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الموقف الكندي. وذكر أن كندا كانت أول دولة في العالم تسحب دعمها من مؤتمر الأمم المتحدة العالمي الثاني ضد العنصرية، المعروف بمؤتمر دوربان 2، وقادت كثيراً من الدول لمقاطعة الاجتماع في 2009، وتزعمت 15 دولة قاطعته في 2011، بسبب معاداة إسرائيل. وألقى الكاتب الضوء على دفاع كندا عن هجوم إسرائيل على «حزب الله» في حرب لبنان الثانية في عام 2006، وكذلك عن عملية الرصاص المصبوب في 2009 ضد حركة «حماس» في غزة. ولفت إلى أن عشرين وزيراً في حكومة هاربر زاروا إسرائيل منذ عام 2006 بهدف تعزيز أواصر العلاقات الثنائية، وهو ما زاد متانة العلاقات بين البلدين في مجالات الدفاع والاستخبارات وتفعيل القانون من بين مجالات أخرى. وعلاوة على ذلك، تم توقيع اتفاقيات بين شركات من البلدين في مجالات دفاعية حساسة، حسب وينبيرج. وأشار إلى أن ما يميز كندا عن بقية حلفاء إسرائيل وداعميها هو أنها تقدم دعمها من دون اعتذار أو تردد، وتدافع قولاً وفعلاً عن أفعال إسرائيل من دون الشعور بالحاجة إلى «التصحيح السياسي» أو «الموازنة» في تصريحاتها أو الإدلاء بتعليقات «غامضة» بشأن الصراع العربي الإسرائيلي. واختتم الكاتب قائلاً «يجب الترحيب بحرارة برئيس الوزراء هاربر وفريقه الشهر الجاري في إسرائيل كحلفاء وأصدقاء موثوقين». الموازنة الإسرائيلية طالب المحلل الاقتصادي أمير براملي في مقال نشرته صحيفة «غلوبز» الاقتصادية وزارة المالية الإسرائيلية باستغلال فائض الموازنة في خفض الضرائب على الشركات وتشجيع الوظائف والنمو ودعم الاقتصاد في بلاده. وأشار إلى أنه بعد أشهر من التكهنات القاتمة والحديث عن عجز ضخم في الموازنة من قبل الحكومة السابقة، هناك أخبار الآن عن وجود فائض يتراوح بين 30 و40 مليار شيكل إسرائيلي (8?5 و11?4 مليار دولار).. ولكن «براملي» حذر أيضاً من أن التغيرات والتعديلات المتكررة تخاطر بالتأثير على الشركات ورواد الأعمال. وأشار إلى أن وزير المالية يئير لابيد أقر بأنه بعد ثمانية أشهر من توليه مهام منصبه، اكتشف أن التقييمات التي كانت لديه غير دقيقة. وأضاف: «في حين ينبغي احترام صراحة لابيد، التي تعتبر غير معتادة بين الوزراء، إلا أنه كان سينال مزيداً من الإطراء لو كانت لديه الشجاعة في إرسال موازنة العام الجاري مرة أخرى إلى مكاتب الوزارة كي تتم مراجعة أولوياتها لصالح قطاع الأعمال على نحو يسهم في نمو الاقتصاد». إعداد: وائل بدران