بين تحدي العنف في العراق... وهدف الوحدة في شبه الجزيرة الكورية ------ أهمية الإبقاء على قوة أميركية في أفغانستان من أجل التصدي لحركة «طالبان»، ودعوة للرئيس الأميركي للعفو عن إدوارد سنودن، والاستعدادات التي ينبغي القيام بها تمهيداً لتوحيد الكوريتين... موضوعات استأثرت باهتمام الصحافة الدولية. ------- الإرهاب في العراق صحيفة «ذي أستراليان» الأسترالية اعتبرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء أن صعود المجموعات المتطرفة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في العراق يمثل «تذكيراً مراً» بمدى أهمية التوصل إلى اتفاق حول بقاء قوة أميركية وغربية في أفغانستان. وفي هذا الإطار، ترى الصحيفة أنه لو أن إدارة أوباما كانت قد نجحت في التوصل إلى مثل هذا الاتفاق مع بغداد قبل سحب القوات من العراق، لربما استطاعت المساعدة في الحيلولة دون وقوع «الكارثة الاستراتيجية» التي بتنا نراها اليوم، في إشارة إلى سيطرة تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» على أجزاء من محافظة الأنبار، لتذهب إلى أنه من المهم ألا تتخلى واشنطن عن جهود التوصل لاتفاق مع كابول أيضاً حول بقاء قوة في البلاد، على رغم صعوبة المفاوضات مع الرئيس كرزاي. الصحيفة قالت إن الإبقاء في العراق على قوة تمكِّن واشنطن من مواصلة تأثيرها على تطور البلاد كان هدفاً رئيسياً لسياسة الائتلاف الغربي؛ إلا أن أوباما، في سعيه إلى قطف الثمار السياسية لإنهاء الحرب المفتقرة للشعبية التي بدأها سلفه بوش، أخفق في التوصل إلى اتفاق مع بغداد. ولئن كان من الخطأ تحميل ذلك الإخفاق مسؤوليةَ الصعود المتزايد للجماعات «الجهادية»، تقول الصحيفة، فإنه لاشك أن بقاء قوة أميركية في العراق كان سيساعد كثيراً في دعم القوات العراقية في مواجهة أزمة باتت تهدد بالتحول إلى حرب أهلية أوسع. كما أنه كان يمكن أن يساعد أيضاً على إقناع المالكي بأخطار السياسات الطائفية التي يتبعها، وأهمية السعي وراء إنجاز مصالحة حقيقية مع السُّنة المستائين الذين استغلت تظلماتهم الجماعاتُ المتطرفة التي باتت متفشية اليوم أيضاً بين بعض فصائل الثوار في سوريا المجاورة. والنتيجة، حسب الصحيفة، هي جر العراق إلى دوامة الانقسام الشيعي- السني التي باتت تهدد كل منطقة الشرق الأوسط بعواقب وخيمة. وشددت الصحيفة على أن الوضع في أفغانستان، وإن كان مختلفاً، إلا أنه يبرز أهمية توقيع الاتفاق الأمني المقترح مع كابول، والذي ينص على الإبقاء على قوة أميركية وغربية تضطلع بمهام التدريب والتوجيه بعد نهاية العام. غير أن كرزاي، ولأهداف سياسية خاصة به، تقول الصحيفة، جعل التوصل لاتفاق صعباً، حيث يضع العراقيل تلو العراقيل في طريق ذلك. والحال أن تقريراً صدر حديثاً عن 16 جهاز استخبارات أميركياً يُظهر مدى أهمية هذا الأمر؛ حيث حذر التقرير من أن «طالبان» من المحتمل أن تنسف بسرعة المكتسبات التي حققتها قوات التحالف وتسيطر من جديد على أجزاء من الأراضي التي طُرد منها المتطرفون. كما توقع احتمال انزلاق أفغانستان إلى الفوضى في حال لم تنجح واشنطن وكابول في التوصل لاتفاق حول بقاء قوة في البلاد. وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن أوباما، وفي فورة حماسه لنسبة الفضل السياسي في إنهاء الحرب في العراق إلى نفسه، ارتكب خطأ فادحاً حين لم يحمل بغداد على الموافقة على بقاء قوة أميركية في البلاد. واليوم، «عليه ألا يرتكب الخطأ نفسه في أفغانستان». العفو عن «سنودن» صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية سلطت الضوء ضمن افتتاحية لها على الأصوات التي بدأت تتعالى مطالبةً بإصدار عفو عن إدوارد سنودن، الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية، الذي سرب معلومات سرية وحساسة حول برامج تنصت ومراقبة في أميركا والعالم. وفي هذا السياق قالت الصحيفة إن عدداً من الصحف في الولايات المتحدة وبريطانيا دعت إدارة أوباما الأسبوع الماضي إلى منح سنودن عفواً رئاسياً، مضيفة أنه نظراً إلى أن سنودن بات يُعتبر «بطلاً» في أعين العديد من الناس عبر العالم، فإن من شأن إصدار عفو عنه أن يخدم مصلحة الولايات المتحدة على اعتبار أن ذلك قد يخفف من الضرر الذي لحق بصورتها على خلفية هذه التسريبات. وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن صحيفة «الغارديان» البريطانية، التي كانت أول صحيفة نشرت معلومات استناداً إلى تسريبات سنودن، قولها: «إننا نأمل أن تكون العقول الهادئة داخل الإدارة الحالية بصدد الاشتغال على استراتيجية تسمح لسنودن بالعودة إلى الولايات المتحدة بكرامة، وللرئيس باستعمال سلطاته التنفيذية للتعامل بكيفية إنسانية وبطريقة تكون مثالاً ساطعاً حول قيمة المنبِّهين وحرية التعبير نفسها». وأضافت أنه إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في مواصلة دورها كـ«منارة للديمقراطية وكمدافعة عن حقوق الإنسان»، فإنه يتعين عليها أن تقدم مثالاً في احترام الحقوق الفردية والخصوصية وحمايتها. ونظراً إلى حجم الأشياء التي سربها سنودن العام الماضي، تقول الصحيفة، فإن ما كشف عنه حتى الآن قد لا يكون سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد، مضيفة أن الاستمرار في ملاحقته كمجرم ليس في مصلحة الولايات المتحدة، لأنه لن يعمل إلا على تكريس ما لحق بصورتها من أضرار. وشددت الصحيفة على أن العفو عن سنودن ليس سوى الخطوة الأولى التي يتعين على واشنطن القيام بها، ذلك أن الولايات المتحدة ما زالت مدينة للعالم ولمواطنيها بتوضيحات صادقة حول برامجها التجسسية، وبتعهد حقيقي بتعزيز مستوى الشفافية. توحيد الكوريتين؟ ضمن افتتاحية عددها ليوم الخميس، علقت صحيفة «تايمز» الكورية الجنوبية على التصريح الذي وصفت فيه الرئيسة الكورية «بارك جون هيي» توحيد الكوريتين بأنه سيكون «مثل الفوز بالجائزة الكبرى لليانصيب». الصحيفة قالت إنها لا توافق على صواب هذا التشبيه، الذي يعطي الانطباع بالتعامل مع أهم موضوع وطني باستخفاف، واعتباره نتيجة تتوقف على الحظ. غير أنه مما يحسب للرئيسة، بالمقابل، و«يكفِّر» عن اختيارها غير الملائم للكلمات -حسب الصحيفة – جهودها الحثيثة لتغيير التصور الشعبي المتشكك على نحو متزايد في هدف الوحدة، وذلك عبر تصويره على أنه ليس ضرورياً فحسب وإنما يمثل أيضاً تطوراً مفيداً ونافعاً للغاية. وهنا، تساءلت الصحيفة عما إن كانت إدارة «بارك» تملك مخططات ملموسة والقدرة على تحويلها إلى واقع. ذلك أنه من أجل إعادة توحيد الكوريتين، تقول الصحيفة، يتعين على سيئول القيام بشيئين على الأقل داخل البلاد وخارجها: بذل جهود دبلوماسية نشطة مع القوى الكبرى، والقيام باستعدادات شاملة داخل البلاد. غير أنه إذا كانت الرئيسة «بارك» قد ألمحت مؤخراً إلى أنها توصلت إلى اتفاق مبدئي مع نظيريها الأميركي والصيني حول ضرورة الوحدة، تقول الصحيفة، فإنه بدون مزيد من المعلومات المفصلة، لا يستطيع المرء أن يكون واثقاً بشأن ما إن كان هذا الاتفاق ليس سوى مجاملة دبلوماسية، وخاصة بالنظر إلى التأثير الكبير الذي سيكون لهذا الموضوع على توازن القوى الإقليمي والعالمي. على أن السؤال الأكبر والأهم الذي تنبغي الإجابة عنه، حسب الصحيفة، هو مدى استعداد كوريا الجنوبية للوحدة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. وهنا أكدت الصحيفة أن توحيداً سلمياً وتدريجياً أفضل بكثير من توحيد عنيف ومباغت، ولكنها اعتبرت أن سياسة الرئيسة «بارك» لا يمكنها أن تتجذر وتترسخ إلا إذا كانت ثمة مصالح مشتركة بين الكوريتين، وهو ما لا يمكن أن يتحقق بدون مزيد من التبادل والتعاون، مشددةً على أن «المستعدين فقط هم من يستطيع اغتنام الفرصة حين تأتي». إعداد: محمد وقيف