كل عام وأنتم بخير في الأسبوع الأول من 2014، هل تدركون معي سرعة مرور الأيام فمن زمن ليس بالبعيد كنا نعد العدة لنهاية عام. وها هو قد بدأ سريعاً مؤذناً برحيل، وعن قريب سيحل علينا عام 2015. هكذا هي الحياة تمر علينا كحلم نعرف بدايته ولا ندرك ماهيته أو ختامه فهو قدر كتبه الله تعالى، عندما كنا أطفالاً صغاراً كنا نستمتع كثيراً بالأيام وكان للأسبوع معنى وللعام وزن كبير في حياتنا. غير أننا اليوم نطوي صحف الأسبوع كأنها يوم، شككت في أن للعمر أثراً في ذلك، فسألت أبنائي الصغار عن هذه المعاني النسبية، فرأيت تأكيداً منهم على ما أجده في نفسي، وهو أن الأيام تمضي مسرعة، ثم تأملت في أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام لأجد حديثاً عند البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان». شدني هذا الحديث لمزيد من البحث لأجد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة)، رواه الإمام أحمد بسند صحيح. لن ألعب هنا دور علماء الإسلام في شرحهم لمثل هذه الأحاديث، لكنني وجدت فيها تأكيداً لمشاعر في نفسي تتلخص في عنوان هذا المقال. فما المطلوب منا هنا؟ الإيجابية في التفكير والمبادرة في فعل الخير هو الهدف الأول الذي أجد من الضروري العمل على تحقيقه. فالإيجابية نظرة مهمة في زمن الفتن وكثرة القتل وزعزعة الأمن في كثير من الدول من حولنا، فلولا هذه الإيجابية ليأس الناس من عودة السلام والاستقرار والبناء، وإن كانت الإيجابية في التفكير حاجة مهمة فيما مضى من السنين، فهي مسألة ضرورية في وقتنا الراهن. وأنا أكتب هذا المقال متأثراً بحديث سمعته في أكثر من مجلس أن الدنيا تنتقل من شر إلى ما هو أخطر منه، وقد لمست مثل هذا الشعور عند كثير من المحبطين والذين انتقلوا من مرحلة الاحتراق الداخلي، أو الإحباط الخاص بهم إلى مرحلة التأثير فيمن حولهم، لتجد لكلمات الإحباط أثراً واضحاً في مشاعر الناس وتصرفاتهم، وعندما يتخلص الإنسان من النظرة السلبية للحياة، لابد عندها من الانتقال إلى الفعل أو العمل بدلاً من القنوط والكسل. كم? ?نسمع? ?عن? ?إنسان? ?أجّل? ?الكثير? ?من? ?الأعمال? ?في? ?حياته? ?حتى? ?أدركه? ?الأجل?،? ?إن? ?سرعة? ?الأيام? ?تدعونا? ?جميعاً? ?إلى? ?استثمار? ?أفضل? ?للوقت? ?في? ?حياتنا? ?من? ?أجل? ?العمل? ?الذي? ?يبقى? ?أثره? ?عند? ?زوالنا?، ?وكلما? ?كان? ?نفع? ?هذا? ?العمل? ?أعم? ?كان? ?أجره? ?أكبر?،? لذلك? ?فإن? ?الخطوة? ?الثالثة? ?في? ?النجاح? ?للعام? ?الجديد? ?أسميها? ?لا?. لا بد أن نتعلم جميعاً فنون الاعتذار وقول لا لكثير من الأمور التي تسرق منا حياتنا، فمع تزاحم الأمور والتكاليف لا يستطيع الإنسان القيام بكل ما يطلب منه، ولن يتمكن من تلبية الدعوات التي يدعى لها هذا إنْ أراد الإنجاز، وهنا تبرز أهمية النقطة الأخيرة في هذا المقال، وهي فقه الأولويات في حياتنا، فكثيرة هي الأمور التي بإمكاننا أن نقوم بها، لكن ما هو الأولى وما هي الأمور التي تأتي في المرتبة التالية ومتى أعتذر عن أمر ما، قضية لابد منها للتميز والنجاح، وكل عام وأنتم من أهدافكم أقرب وإلى ربنا أحب.