ما أروع نسائم الحرية حين تهبُّ بعد أيام طوال من ضيق السجن وأغلال الاعتقال! إنه لسان حال هذه المرأة التي تظهر في الصورة، وهي تحمل طفلها بعيد إطلاق سراحها من سجن «انسين» بمنطقة «يانجون» في بورما، يوم أمس الجمعة. وقد غادرت هذه البورمية زنزانتها رفقة بعض السجناء الذين تم إطلاق سراحهم بموجب عفو عام أصدره الرئيس البورمي «ثين سين»، تكريماً للذكرى السادسة والستين لإعلان استقلال ميانمار يوم الخميس الماضي. وإذا كان استقلال الدول والشعوب هو بمثابة تكسير لقيود الاستعمار على إرادتها الوطنية، فإن يوم الخروج من السجن ونيل الحرية بالنسبة للأفراد هو يوم الاستقلال الحقيقي الذي تتجلى فيه أروع لحظات الانتماء للإنسانية وللوطن. والآن يتعين على هذه المرأة أن تعيد بناء حياتها كأمٍّ تعنى بطفلها وتريد له العيش في بيئة آمنة حرة، بلا قيود ولا أسوار تمنع انطلاقه نحو آفاق الحياة ومعانقة المستقبل وامتشاق الحلم! (أ ف ب)