لم يكن البتة عبور تحدي إكسبو في باريس، الأربعاء الماضي، واختيار دولة الإمارات العربية المتحدة ومدينة دبي في المنافسة العالمية سهلاً على الإطلاق، وخاصة أن المنافسة تضمنت دولاً عظمى وكبرى من بين 164 دولة لها ما لها من تاريخ وباعٍ في التجارة والسوق والسمعة الدولية. نعم لم تكن المنافسة سهلة وهناك روسيا الاتحادية والبرازيل وتركيا ضمن المنافسين لدبي، فضلاً عن كثرة المعايير المعقدة التي يحتكم المحكمون إليها في تقرير المكان الأفضل في العالم لإقامة إكسبو، حتى إن كثيراً منا ظل يحبس أنفاسه مع بدء الجولة الأولى وفي أثنائها، حيث لم يكن الموقف الدولي واضحاً في التصويت على دبي، حتى بدت الأمور تتبلور رويداً رويداً في الجولة الثانية، والملايين تبتهل وترفع أكفها إلى الله سبحانه أن يعزز فرحة الشعب الإماراتي الوفي بمواطنيه ومقيميه باليوم الوطني لميلاد الاتحاد بفوز دولة الإمارات العربية المتحدة في الجولة الثالثة الأخيرة والحاسمة، فكان لها ما كان، وكانت الفرحة الكبرى عندما حصدت دبي 71 في المئة من أصوات المجتمع الدولي لمصلحتها. بل تضاعفت الفرحة أكثر حين عرف الجميع تلك المعايير العالمية لاختيار دبي، ومنها الأمن والاستقرار، وحقوق الإنسان، والنهضة العمرانية والسياحية، وحجم تطور البنى التحتية، وسهولة المواصلات، والبيئة الاستثمارية، والمشروعات السياحية في الدولة، والشفافية، والخلو من الفساد بأشكاله، والبيئة النظيفة وعشرات المعايير المعقدة الأخرى. نعم تضاعفت الفرحة عندما أدرك الجميع كمّ حجم الجهود التي بذلها، ولا يزال، قائد الدولة لجعل دولة الإمارات العربية المتحدة تتخطى دولاً عظمى وكبرى بزمن قياسي لم يحدث قط في التاريخ. نعم عندما أدرك الجميع كم من العرق والجهد والتعب والسهر في آناء الليل وأطراف النهار قد بذله المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأخوه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولـة، حفظه الله، ومعهم إخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات في هذا المشوار الصعب، وكم من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها تمّ عبورها بنجاح متميز، حتى بدأنا نقطف ثمار تلك الجهود المضنية في الوطن العزيز أولاً، ثم اليوم نقطف ثمارها على صعيد العالم والإنسانية ثانياً، وخاصة أن الفوز بإكسبو يعني شهادة أممية بأن دولة الإمارات العربية المتحدة احتلت موقعها على الخريطة العالمية بجدارة لا تضاهيها جدارة، والفرحة التي عمّت أرجاء الوطن العزيز من أقصاه إلى أقصاه بهذا الفوز تدل بما لا يقبل الشك كم هو «البيت متوحد» بكل قيم المواطنة والولاء والانتماء والإخلاص لهذه الأرض الطيبة وللمبادئ التي أرساها لنا القائد المعلم، طيب الله ثراه، طريقاً واضحاً نجتاز من خلاله أصعب التحديات ونحقق الإنجاز تلو الإنجاز بعد أن كان التفكير في تحقيقه ضرباً من الأحلام. فهنيئاً لنا جميعاً في «بيتنا المتوحد» بقائدنا صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وهنيئاً لنا بنائبه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وهنيئاً لنا بإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات وأولياء عهود الإمارات وكل عام والوطن والشعب بخير.