ازدادت أهمية اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وما يتمتع به من حيوية وقدرة ذاتية على النمو، بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، في ظل ما يشهده الاقتصاد العالمي من تباطؤ منذ بداية الأزمة المالية العالمية، الذي برغم ما شهده من انتعاش نسبي خلال الفترات الأخيرة، فهو مازال يعاني ضعفاً شديداً في مقومات النمو الحقيقي، وهي الظروف التي تتنامى فيها أهمية الاقتصادات القادرة على تحفيز النمو، وبث المزيد من المقومات، من خلال توليد الطلب بشتى أنواعه: الاستهلاكي والاستثماري، الخاص والحكومي، إلى غير ذلك من تصنيفات للطلب. وتعتبر الفعاليات الاقتصادية الكبرى التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة، بما فيها من مؤتمرات متخصصة أو معارض دولية كبرى، وبما تحدثه من تطوير لمسيرة النمو في قطاعاتها المختلفة، مؤشراً على مركزية الدور الذي يلعبه الاقتصاد الإماراتي، سواء على المستويين الإقليمي أو العالمي. وفي هذا الإطار يأتي «معرض دبي الدولي للطيران»، الذي انطلقت فعالياته يوم الأحد الماضي، وتستمر حتى نهاية الأسبوع، الذي قامت شركات الطيران الإماراتية فيه بعقد عدد من الصفقات لشراء طائرات جديدة، تجاوزت قيمتها نحو 177 مليار دولار (651 مليار درهم)، وهذه الصفقات لها دلالات هامة، فهي تشير إلى أن الاقتصاد الإماراتي استعاد كامل قدرته على النمو، وتعافى بشكل كامل من تداعيات الأزمة المالية العالمية. فالنسبة المرتفعة لقيمة الصفقات تمثل نحو 88 في المئة من إجمالي قيمة جميع الصفقات التي تمت حتى نهاية اليوم الثاني من فعاليات المعرض، تدل على مدى التفوق الذي تتمتع به شركات الطيران الوطنية على منافساتها في منطقتَيْ الخليج العربي والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، بل إن قيمة الصفقات التي عقدتها شركة «طيران الإمارات» في «معرض دبي الدولي للطيران»، في دورته الحالية، هي الأعلى في تاريخ قطاع الطيران العالمي، وهو ما يدل على أن شركات الطيران الوطنية ماضية في طريقها نحو تعزيز وجودها على خريطة الطيران والنقل الجوي العالمية، وعازمة على قطع أشواط أوسع في المنافسة مع كبريات الشركات العالمية في هذا المجال، وهي المسيرة التي بدأتها منذ سنوات طويلة، وأحرزت فيها تقدماً كبيراً، يمكن رصده من خلال حصتها الكبيرة من سوق السفر الإقليمي والعالمي، واتساع تغطيتها الجغرافية ووصولها إلى معظم دول العالم، وقدرتها على منافسة شركات الطيران العالمية في أسواقها الوطنية، في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، وتمكّنها كذلك من الحصول على رضا المسافرين والمنظمات الدولية وتحولها إلى علامات تجارية عالمية عالية القيمة. وبالإضافة إلى ذلك، تؤكد هذه المؤشرات أهمية دور قطاع الطيران المدني الإماراتي في دعم وتحفيز صناعة الطيران العالمي، الذي هو بدوره تحفيز للنمو الاقتصادي العالمي بشكل عام، في ظل ما تحتله صناعة الطيران المدني العالمية من أهمية، باعتبارها صناعة تحويلية ونشاطاً اقتصادياً حقيقياً، وذا قيمة مضافة عالية، وموفراً لفرص عمل جديدة، سواء في القطاع ذاته أو في القطاعات الاقتصادية المتشابكة معه، وهي قطاعات وصناعات عدة. هذا إلى جانب ما ينتجه القطاع من تكنولوجيات وأدوات يمكن استخدامها في قطاعات وصناعات أخرى. ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.