كما ذكر باسكال بونيفاس في مقاله «لا تنازلات فرنسية في نووي إيران»، فإن المباحثات الأخيرة بين إيران والدول الغربية أخفقت في التوصل إلى الاتفاق المرتقب، وذلك بسبب الاختلافات التي طفت إلى السطح، والموقف الفرنسي الرافض للاتفاق. وأعتقد مع الكاتب أن التودد إلى إسرائيل ليس هو العامل الوحيد وراء موقف وزير الخارجية الفرنسي فابيوس الذي كان قد رمى بكامل ثقله وراء حصول فلسطين على صفة الدولة غير العضو في الأمم المتحدة، الأمر الذي أثار حفيظة إسرائيل في حينه. وإذا كان فابيوس قد آثر هذه المرة لعب ورقة التصلب في وجه طهران، فذلك لأسباب ودوافع تتجاوز إسرائيل. فإلى جانب عتب فرنسا على إيران لمساندتها نظام الأسد الذي تأمل باريس في إسقاطه، فإن حرص فرنسا على منع عسكرة البرنامج النووي، يجد صدى إيجابياً لدى الدول العربية المتوجسة من نووي إيران. وقد أعجبتني ملاحظة الكاتب حين قال إن الموقف الفرنسي ليس نهائياً؛ فهناك انقسامات داخل وزارة الخارجية بين قيادة الوزارة المصممة على منع الانتشار النووي والحازمة تجاه إيران، وبين مواقف أخرى يبديها بعض الدبلوماسيين المستعربين الأحرص على التوازنات الإقليمية. كمال محمود -تونس