التصريحات التي أدلى بها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في أثناء استقباله عدداً من المسؤولين في مجال صناعة الطاقة العالمي، في قصر سموه، مؤخراً، والمشاركين في الدورة السادسة عشرة لمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبيك»، التي أكد فيها أن «دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تولي أهمية بالغة لضمان إمدادات آمنة ومستقرة من النفط والغاز، نظراً إلى أهمية هذين العاملَيْـن في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي، وتسهم بشكل فعال في الاستثمار في التقنيات الحديثة والمتطورة والصديقة للبيئة، بما يعود بفوائد اقتصادية وبيئية تسهم في مواصلة التنمية الشاملة»، هذه التصريحات تؤكد أن الدور الذي تلعبه الدولة في قطاع الطاقة يتعدى الحدود الإقليمية، ويصل إلى مستوى القوة الفعالة عالمياً، في ظل سياسة الطاقة الإماراتية المرنة والطَموح، التي جعلت ذلك الدور أكثر عمقاً، وجعلت أهدافه أكثر شمولاً وأكثر اهتماماً بالأبعاد الدولية. لم تكتفِ سياسة الطاقة الإماراتية بضمان أمن الطاقة الوطني وتعظيم الحصة الوطنية من أسواق النفط العالمية، كما تفعل معظم الدول المنتجة للطاقة، لكنها اهتمت بقضايا المساهمة في استقرار أسواق النفط العالمية، وتحقيق أمن الطاقة العالمي والمحافظة عليه، والمساهمة في تحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بالاستدامة، ومحاصرة الظواهر السلبية المتعلقة بالتوسع غير المنضبط في استخدام مصادر الطاقة الأحفورية، كظواهر التلوث البيئي والاحتباس الحراري وانتشار الأمراض والأوبئة وغيرها. هذه السياسة ساعدت الدولة على التحول من مجرد منتج رئيسي لمصادر الطاقة التقليدية في الماضي، إلى دولة رائدة في مسيرة التحول العالمي إلى عصر طاقة المستقبل، ومكنتها من جعل نفسها مركزاً عالمياً مؤثراً في صعيد اتخاذ القرار العالمي المتعلق بقطاع الطاقة، ويبدو ذلك بوضوح من خلال ثلاثة مظاهر أساسية، أولها موقعها المتميز في إطار عضويتها في منظمة الدول المصدِّرة للنفط «أوبك»، تلك المنظمة التي لها دور مهم في اتخاذ القرار العالمي المتعلق بالنفط. وثانيها، احتضانها للمقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» على أراضيها، والدعم المالي والفني الكبير الذي توفره لهذه المنظمة المهمة، التي هي منصة اتخاذ القرار العالمي المتعلق بقطاع الطاقة المتجددة. ثالثها، الفعاليات العالمية الكبرى التي تستضيفها الدولة في قطاع الطاقة على مدار العام، وعلى سبيل المثال، لا الحصر، المؤتمر السنوي التاسع عشر للطاقة الذي عقده «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نهاية أكتوبر الماضي، حيث جعل منها كل هذا منصة مهمة ومنبراً مؤثراً يتجمع فيه متخذو القرار والخبراء وشركات النفط والطاقة العالمية، يتباحثون فيها ويتدارسون قضايا الطاقة ويتبادلون الخبرات ويخططون للمستقبل. إن سياسة الطاقة الحكيمة التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة، تحرص على أن تكون أهدافها الوطنية، المتعلقة بتحقيق أمن الطاقة الوطني وتعظيم الاستفادة من أسواق النفط العالمية، متسقة تماماً مع الأهداف العالمية المتعلقة بأمن الطاقة العالمي وصيانة البيئة وقضايا الاستدامة، وفي هذا الإطار يأتي عمل الدولة على مدار عقود طويلة على تنويع مصادر الطاقة الوطنية، والخبرات الكبيرة التي واكبتها في مجال التحول إلى مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، حتى إنها أصبحت الآن واحدة من الدول الرائدة والمطورة لتكنولوجيا الطاقة التقليدية وغير التقليدية، وأصبح لها موقع رائد في المسيرة العالمية نحو التحول إلى مزيج طاقة عالمي مستدام وصديق للبيئة. ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.