ضمن هذا التعقيب الموجز على مقال الدكتور عبدالحميد الأنصاري: «أيديولوجيات لهدم الأوطان»، سأشير إلى أن معظم الأيديولوجيات التي وقع الترويج لها في الدول العربية خلال السنوات والعقود الماضية هي أيديولوجيات فاشلة وغير ملائمة لمجتمعاتنا، وقد أثبتت التجارب المرة ذلك الفشل الذريع خاصة مؤخراً مع إشهار إفلاس أيديولوجيات جماعات الإسلام السياسي، التي أثبتت بالدليل القاطع طابعها السلطوي، وعدم عمليتها، وغياب الرؤية السياسية لديها، وليس عنا ببعيد ما جرى في مصر من إخفاق سياسي واقتصادي خلال عام من حكم «الإخوان» ما أدى في النهاية إلى انتفاض الشعب المصري عليهم في ثورة الثلاثين من يونيو التي أدت إلى إسقاط نظامهم. وأعتقد أن تفشي الأيديولوجيات عموماً يودي إلى افتراق الناس واختلاف أجنداتهم وأهدافهم، وهذا ضار بوحدة الكلمة في المجتمع، ولذلك نرى إلى أي حد تفترق الأحزاب وأصحاب الأيديولوجيات في مختلف الاتجاهات ما يؤدي في كثير من الحالات إلى نشوب صراعات ونزاعات لا طائل من ورائها. وهذا هو ما نرى الآن تجلياته في بعض الدول العربية غير المستقرة. ياسر محمود - الرياض