تتيح تقنية التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي للولايات المتحدة، إنتاج كميات أكبر من النفط والغاز، مما يزيد من احتمال أن تصبح أميركا مصدراً رئيسياً للطاقة خلال العقد المقبل. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة أن هذه التكنولوجيات «تفتح» مصادر من الصعب الوصول إليها وتقود «الانتعاش الذي شهدته الولايات المتحدة حديثاً في إنتاج النفط والغاز». إن التطبيق الحريص بيئياً لهذه التقنيات من شأنه تحسين الأمن المحلي في مجال الطاقة، ومن ثم السياسة الخارجية للولايات المتحدة. قد يحدث استخدام تقنية التكسير لتنمية إنتاج النفط والغاز آثاراً بيئية سلبية، شأنه شأن العديد من الأنشطة الصناعية الحديثة، والحل هو تنظيم معقول للأنشطة الاستخراجية والتجارية في هذا المجال، بدلا من حظرها. كما أن الدولة والحكومة الفيدرالية تنظمان عملية التكسير. ففي العام الماضي، ذكرت وكالة الحماية البيئية أنه بحلول 2015، يجب أن تتمكن الحفارات من التقاط الانبعاثات «الهاربة» من فوهات آبار الغاز والبترول، بدلاً من إطلاقها في الهواء. وتوقعت الوكالة أن يساهم ذلك في خفض تسريبات غاز الميثان المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 25 بالمئة. لذلك، ينبغي تحفيز تقنية التكسير بطريقة تعالج الصحة العامة والبيئية وفي نفس الوقت إنتاج الطاقة الكافية لتلبية الطلب. واستشرافاً للمستقبل، حتى إذا انخفض إجمالى الطلب على الطاقة في الولايات المتحدة، فسوف ينمو خارجها، خاصة في الصين والهند. ووفقاً لتقارير إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإن استهلاك الطاقة في العالم سوف ينمو بنسبة 56 في المئة خلال الفترة بين عامي 2010 و2040، بينما يزداد الاستهلاك العالمي من الغاز الطبيعي بنسبة 1?7 في المئة سنوياً، وسوف يمثل مخزون الطاقة لحوالي ربع كهرباء العالم في 2040. كما سيواصل الوقود الأحفوري إمداد العالم بنحو 80 في المئة من استخدام الطاقة خلال 2040. والولايات المتحدة لديها إمكانية تلبية الطلب العالمي، إلى جانب احتياجاتها المحلية من الطاقة. في العام الماضي، توقعت الوكالة الدولية للطاقة أن تصبح الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم بحلول عام 2020، لتتجاوز لأول مرة، السعودية وروسيا. كما تتوقع الوكالة أن تقترب أميركا من الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة بحلول 2035. ووصفت مجموعة «سيتي جروب» احتمالات استقلال الولايات المتحدة في مجال الطاقة بأنها «حقيقية». وتستند هذه التوقعات إلى تأثير تكنولوجيا التكسير الحديثة على نمو الإنتاج المحلي من الطاقة. كما تفيد هذه الطفرة في الطاقة السياسة الخارجية الأميركية بثلاث طرق رئيسية: الأولى، بألا تصبح مرتبطة بواردات النفط من الشرق الأوسط، وبذلك يمكن للولايات المتحدة إعادة تقييم اتفاقيات النفط التي أبرمتها منذ 40 عاماً مع حكومات المنطقة. والثانية، أنه بالنسبة لحلفاء أميركا، فإن زيادة إنتاجها سوف تقلل من خضوعهم لـ«سلاح النفط»، خاصة أوروبا التي طالما كانت عرضة لتهديدات روسيا باستخدام «سلاح الغاز الطبيعي». والثالثة، أنه مع تعزز أمن الطاقة الداخلي، سوف تعيد الولايات المتحدة التفكير في وجودها العسكري حول العالم. ـ ـ ـ ـ ـ ـ دون سميث مدير برنامج البيئة والموارد الطبيعية بجامعة دينفر ستورم - ريبيكا واطسون مساعد وزير الداخلية لإدارة الأراضي والمعادن في إدارة بوش الابن ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان ساينس مونيتور"