أتفق مع معظم ما ورد في مقال الدكتور عبدالحق عزوزي: «عن التخصص العلمي والسياسي»، وإن كنت أرى أن السياسة في الحقيقة فن أكثر من كونها علماً، ولذلك فإن للموهبة والحنكة فيها دوراً كبيراً، ومع هذا فلابد من جعل العلم والتخطيط والحسابات الدقيقة أساساً لأية عملية سياسية أو تنموية في العالم المعاصر. وعلى سبيل المثال فإن أساس التقدم في كثير من الدول الصناعية الكبرى هو إقامتها معظم مشروعاتها على أساس التخصص العلمي والتخطيط الدقيق، وحسابات الجدوى والربح والخسارة، ومحاولة عدم ترك شيء للصدفة. ولاشك أن العديد من الدول العربية في حاجة إلى تحسين أدائها الاقتصادي خاصة من هذه الناحية حيث يعاني الكثير منها من انتشار معدلات مرتفعة من الفقر في صفوف السكان، وعدم كفاءة في إدارة الموارد الشحيحة أصلاً، كما أن تجاربها التنموية ارتدت بنتائج عكسية في غالب الأحيان، والسبب في كل هذا هو غياب التخطيط على أسس علمية، وارتجالية التسيير الاقتصادي. ياسر محمود - أبوظبي