في خطوة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للدور الذي باتت تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة على المستوى الدولي، وفي دليل على فاعلية هذا الدور وقدرته على التأثير، أعلنت «شبكة حلول التنمية المستدامة للأمم المتحدة»، مؤخراً، رغبتها في الاستفادة من التجربة الإماراتية في مجال ضبط الكربون. وعلى هامش إعلان الشبكة لانضمام مركز «كربون دبي» إلى عضويتها، ليكون ممثلاً لدولة الإمارات فيها، صرّح المدير التنفيذي للشبكة، قائلاً «إننا نتطلع إلى العمل مع المركز في مواجهة واحدة من أعقد تحديات التنمية المستدامة، ألا وهي التغير المناخي، الذي يهدد ما أحرزه العالم من تقدم نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، ويهدد أي فرص للتقدم في المستقبل». هذه التصريحات من قِبَل «شبكة حلول التنمية المستدامة للأمم المتحدة»، والشهادة الإيجابية لمديرها التنفيذي في حق التجربة الإماراتية في مجال ضبط الكربون، تؤكد أن الإمارات أصبحت واحدة من الدول صاحبة المبادرات الأكثر ابتكاراً وفاعلية في هذا المجال، وباتت تجربة نموذجية يمكن الاستفادة منها وتوظيفها في مواجهة أحد التحديات العالمية الخطيرة. وعلى المستوى الأوسع، وفيما يتعلق بالرؤى التنموية الشاملة، شهدت الأيام القليلة الماضية بعض المساعي الدولية للاستفادة من تجربة بناء النموذج التنموي الإماراتي، ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى قيام «المعهد الكوري للسياسات الاقتصادية الدولية»، في كوريا الجنوبية بترجمة كتاب «بقوة الاتحاد... صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: القائد والدولة» إلى اللغة الكورية، ذلك الكتاب الصادر عن «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، كخطوة تترجم الرغبة الكورية في الاستفادة من تجربة نهضة دولة الإمارات، بداية من تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقصة كفاحه في تأسيس الاتحاد، وصولاً إلى تحول الدولة إلى واحدة من معجزات العصر الحديث في مجال التنمية، عبر ما أثمرته جهودها من نجاحات واسعة، وتصدرها للعديد من المؤشرات التنموية على المستوى الإقليمي، وقدرتها الكبيرة على المنافسة، بل والتفوق على العديد من الدول المتقدمة في العديد من المجالات والتصنيفات الدولية. وبدا ذلك واضحاً في العديد من التقارير والمؤشرات، التي تتعلق بالتنمية البشرية والتنمية المستدامة وجاهزية البنى التحتية والتكنولوجية والابتكار والإبداع وعلامات الدول وتمكين التجارة، بالإضافة إلى مؤشرات الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وتؤكد خطوة «المعهد الكوري للسياسات الاقتصادية الدولية» بترجمة كتاب «بقوة الاتحاد» الذي يحكي قصة تأسيس الدولة، أن النموذج التنموي الإماراتي هو نموذج بُني على أسس متينة، وأنه استطاع أن يوازن بين تاريخ وميراث ثقافي عريق من ناحية، وطموح ورغبة في التطور والأخذ بمستجدات العصر من ناحية أخرى، وهو التوازن الذي دفع الإمارات إلى الأمام على مسيرة التنمية والتطور إلى أن وصلت إلى مستوى من النضج والقدرة على التأثير في المستوى العالمي، بالقدر الذي يدفع «شبكة حلول التنمية المستدامة للأمم المتحدة»، وغيرها من المنظمات، إلى السعي للاستفادة من تجربتها وخبراتها المتميزة في مواجهة التحديات التنموية على المستوى العالمي في الوقت الراهن. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية