أعجبني مقال «لماذا يطالب مسلمو الفلبين بالانفصال؟»، لكاتبه محمد السماك، وهو تساؤل يطرح في ذكرى مرور أربعين عاماً على قيام الحركة الانفصالية في جنوب الفلبين. لقد كنت ومازلت من الذين يؤمنون بأهمية اندماج الأقليات الإسلامية في بلدانها وليس انفصالها وإقامة دول خاصة بها، إذ أن وجود هذه الأقليات في دول مستقرة ومتقدمة من شأنه أن يضيف إلى قوة العالم الإسلامي ولا يخصم منها، لاسيما أن الدول الانفصالية، خاصة ذات الأساس الديني، لا تحظى في أغلب الأحوال بفرص نجاح كبيرة. لكن يبدو من العرض الذي يقدمه المقال حول تاريخ الإسلام في الفلبين أن المسلمين تعرضوا هناك لظروف في غاية الصعوبة. ففي القرن الخامس عشر تجمّعوا في مدينة صغيرة سموها «أمان الله» (مانيلا فيما بعد)، لكن سرعان ما وصل الغزو الإسباني، عقب إسقاط الحكم الإسلامي في الأندلس وتصفية المسلمين فيها، ليمارس أشكالا أخرى من التصفية ضد مسلمي الفلبين. ولم يكن الاحتلال الأميركي في مطلع القرن التاسع أكثر رحمة بالمسلمين هناك، والذين استمر تهميشهم حتى بعد الاستقلال، فظلوا منعزلين في منداناو، ليقوموا بانتفاضتهم الأولى عام 1972، حيث تصدت لهم الحكومة الفلبينية بالقوة. ورغم تعاقب رؤساء كثيرين على حكم الفلبين، فإن نبرة الخطاب الرسمي لم تتغير. محمود حسن -الكويت