عبر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، رئيس المجلس الوطني للإعلام، خلال ترؤسه لاجتماع المجلس الاستشاري للمجلس مؤخراً، عن رؤية واعية لدور الإعلام، وما ينبغي أن يقوم به في تعزيز الهوية الوطنية، وخدمة مسيرة التنمية في دولة الإمارات، فقد أكد سموه، الأهمية المحورية لأجهزة الإعلام ومسؤوليتها، وخاصة في هذه المرحلة المهمة، وعبر عن ارتياحه لما تقوم به أجهزة الإعلام في الدولة في خدمة الوطن والتفاعل مع القضايا الوطنية، وتأكيد الانتماء وتعزيز الهوية الوطنية. ولا شك أن الإعلام أصبح يقوم بدور رئيسي في الحفاظ على الهوية الوطنية، بل إنه يقع عليه العبء الأكبر في هذا الجانب، ليس في مواجهة التأثيرات الثقافية التي تؤثر في هويتنا الوطنية ومكوناتها المختلفة فحسب، وإنما في الاهتمام أيضاً بتنشئة الجيل الجديد من النشء والشباب على القيم والعادات والتقاليد الأصيلة، وهي التي تعبر عن خصوصية الإمارات الحضارية والمجتمعية، والعمل في الوقت ذاته، على تعزيز قيم الولاء والانتماء إلى الوطن. ولعل ما يعزز هذا الدور المهم، أن الإعلام الوطني أصبح يمتلك من المقومات ما يؤهله لذلك، سواء بفعل ما وفرته له الدولة من إمكانيات كبيرة، أو بما بات يمتلكه من صدقية تنعكس بشكل مباشر في مستوى تفاعل المواطنين مع وسائله المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية. كما يمكن للإعلام أن يقوم بدور تنموي مهم، يواكب حركة التطور التي تشهدها الدولة على المستويات كافة، سواء من خلال تسليط الضوء على الإنجازات والنجاحات التي تحققت في المجالات كافة، أو من خلال لفت الانتباه إلى أوجه القصور الموجودة، حتى وإن كانت محدودة، وهو بهذا يمارس دوراً رقابياً مهماً، يعزز من الشفافية التي تعد شرطاً أساسياً في نجاح عملية التنمية؛ فالأمر الذي لاشك فيه، أن توافر المعلومات وشفافيتها وإتاحتها للجميع، إنما تعكس المناخ السليم للاقتصاد والاستثمار والسياحة، وهذا يعد أمراً ضرورياً لدولة مثل الإمارات، تسعى لتحقيق التفوق والتميز في ظل بيئة تنافسية عالمية، تلعب فيها الصورة الإيجابية دوراً مهماً، وخاصة فيما يتعلق ببيئة العمل وجاذبية الاستثمار. لقد أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، أهمية الإعلام الجديد، ودور شبكات التواصل الاجتماعي في تحقيق أهداف العمل الوطني، وهذا يعبر عن رؤية متقدمة لدور الإعلام، بعد أن أثبتت خبرة السنوات القليلة الماضية، أنه يمكن توظيف وسائل الإعلام الجديد؛ كالتواصل الاجتماعي أو الإعلام الرقمي، في التفاعل مع فئات المجتمع المختلفة، وخاصة النشء والشباب، الأكثر عرضة للتأثر ومحاولة تغيير توجهاتهم وإعادة تشكيل مدركاتهم؛ ولذا من الضروري أن تقوم وسائل الإعلام هنا بدور مهم في تحصين هؤلاء الشباب من الأفكار الهدامة والمتطرفة التي قد تؤثر في تماسك المجتمع واستقراره. والأمر الآخر والمهم الذي ينبغي الالتفات إليه هو ضرورة التصدي بكل حزم لهذا الكم من الشائعات التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي بين فترة وأخرى، والتي تثير البلبلة والقلق لدى فئات عدة في المجتمع، والمؤسف أن بعض وسائل الإعلام تسقط أحياناً في فخ هذه الشائعات وترددها من دون التأكد من مدى صحتها، وهذا أمر ينبغي أن يدركه الإعلام الوطني جيداً؛ حتى يظل محتفظاً بثقته ومصداقيته؛ ومن ثم قدرته على القيام بدوره في خدمة المجتمع وتنميته. ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية