Foreign Affairs تجربة تونس ودوافع روسيا ------ موضوعان أساسيان ركزت عليهما مجلة «فروين أفيرز» في عددها الأخير لشهري سبتمبر وأكتوبر، يتعلق الأول بالمرحلة الانتقالية التي تجتازها تونس بكل مطباتها وخصوصياتها مقارنة بباقي الدول، للكاتب إبراهيم شرقية، فيما جاء الموضوع الثاني بعنوان «اللعب مع بوتن: كيف يمكن كسب الجولة القادمة في سوريا؟»، لكاتبه إدوارد جوزيف. فخلافاً لما تشهده دول «الربيع العربي» من تعثرات كبيرة تكاد تعصف بمرحلتها الانتقالية الهشة، لاسيما ما تعيشه مصر حالياً من صراع، يرى إبراهيم شرقية أن تونس اختطت لنفسها مساراً مغايراً إلى حد كبير، ولا أدل على ذلك، يوضح الكاتب، من التطورات الأخيرة الكاشفة عن مقاربة شمولية في التعاطي مع الإشكالات القائمة. فبعد اغتيال المعارض اليساري، محمد براهمية، وتنامي الاحتجاجات السياسية، واصلت قوى المعارضة ضغطها على حكومة حركة «النهضة» دون أن تلجأ إلى التصعيد العنيف، أو مطالبة قوى أخرى خارج المعترك السياسي بالتدخل لقلب موازين القوى، وهو ما قابلته الحكومة بنوع من المرونة، حيث دخلت في مفاوضات أعلنت على إثرها استعدادها لتشكيل حكومة وحدة وطنية وتجميد عمل المجلس التأسيسي تمهيداً للتوافق على خريطة طريق جديدة. وفيما يتعلق بموضوع المبادرة الدبلوماسية الروسية لحل أزمة الكيماوي السوري، يعتبر جوزيف أن ما يجري أمام وسائل الإعلام ليس سوى لعبة ممتدة بين روسيا والولايات المتحدة لكسب النفوذ في شرق المتوسط. فالاتفاق الذي يقضي بتفكيك الترسانة الكيماوية للنظام السوري ما زال في بدايته، وربما يتعثر ليجد نفسه أمام نفق مسدود، ليبقى المفتاح الأساسي لحل المعضلة السورية هو معرفة ما تريده روسيا حقيقةً وليس ما تصرح به فقط. «السياسة الدولية»: الفراغات والضحية ------- في العدد الأخير من فصلية «السياسة الدولية»، نطالع دراسة حول «?الفراغات المجتمعية?»، تحاول كاتبتها داليا رشد تقييم «دور البعد النفسي في تغذية عنف ما بعد التغيير»?، وصولاً إلى وضع تصور أكثر تكاملاً لدور البعد النفسي في تغذية العنف خلال المراحل اللاحقة على التغيير، وذلك عن طريق صياغة منظومة فكرية ونفسية تفسر التغيرات النفسية التي تصيب المجتمعات، وتؤدي إلى تصاعد العنف فيها. وتؤكد الدراسة في نهايتها أن العنف في المراحل الانتقالية للثورات هو بمثابة رد فعل على ماض مرفوض، وعدم رضا عن واقع مفروض، وخوف من مستقبل مجهول. وتستكمل تحليلها مؤكدةً أنه بالرغم من أن للعنف بنية نفسية تساعد على اندلاعه وتغذيته، فإن هذه البنية لا تظهر إلا في حالة وجود فراغات في المجتمع، ينبثق العنف من خلالها. وتحت عنوان «فقه الضحية?»، يحاول الدكتور محجوب الزويري تحليل «المعضلة الشيعية في ظل الصحوة العربية الثالثة»،? مركزاً على التطورات التي صاحبت صحوة العرب الثالثة، لاسيما المرتبط منها بالأقليات الدينية التي تصنف على أنها أقلية، مقارنة بالمحيط البشري الذي تعيش وتتفاعل فيه. وقد قام الكاتب بتسليط الضوء على الشيعة في المشهد السياسي العربي بعد أكثر من عامين من تطورات «الربيع العربي»، ليؤكد قوله بأن الشيعة في سياق «الربيع العربي» لم يكونوا ضحية، وإن فقه الضحية والشهادة قد ينطبق على غيرهم أكثر منهم، معتبراً أن مثل هذا الاعتقاد سيضاف إلى الذاكرة التاريخية، وأن السياسة جعلت بعض اللاعبين السياسيين في المحيط الشيعي يقدمون المصالح السياسية قصيرة الأمد على ما يعد أصولاً في الاعتقاد لديهم.