وصف الدكتور خالد الحروب في مقاله «النموذج الروسي... وثعالب الليل!»، روسيا بوتين الحالية بأنها روسيا المهجوسة بإعادة بعث القومية الروسية وأمجادها الغابرة، ما يدفعها إلى تبني سلسلة من السياسات الداخلية والخارجية التي تقوم على القسر والقوة والإزاحة الإجبارية. وهنا أسجل اختلافي مع هذا الرأي، لأوضح أن روسيا تمر من مرحلة الانكفاء على المشكلات الداخلية التي ورثتها من العهود السابقة، إلى مرحلة التفتح واكتساب القدرة على الإسهام في تسوية المشكلات الإقليمية والدولية، والدفع نحو نظام عالمي جديد، وهو ما لا تريده القوة الأعظم، كونه يتنافى مع مصلحتها في الإبقاء على القطبية الأحادية إلى أجل غير مسمى. ولا ننسى في هذا الخصوص أن روسيا دولة قوية وعريقة، ومن ثم ينبغي أن نتفهم ذلك التحسس الذي تبديه حيال التدخلات الخارجية في سياستها الداخلية بحجة الانتصار لمطالب ديمقراطية معينة. فكثير من تلك التدخلات لا تهمها الديمقراطية بقدر ما يهمها الضغط على صانع القرار الروسي لإجباره على تقديم تنازلات في قضايا دولية، سياسية أو تجارية أو أمنية. محمد سالم -الكويت