مع أهمية الطرح الوارد في مقال: «الميثاق التعاقدي... واختلال التوازن» الذي كتبه هنا الدكتور عبد الحق عزوزي، إلا أنني أرى أن التفكير العقلاني والعلمي بهذه الطريقة في بناء التوافقات السياسية والمواثيق التعاقدية، للأسف غير معتاد في تجارب معظم الأحزاب والقوى السياسية في دول «الربيع العربي»، وقد رأينا كيف سعى كل منها بعد سقوط النظم السابقة للاستحواذ على كل شيء، وحرمان منافسيه من الشراكة في المشهد السياسي. والحقيقة أن روح التوافق وميثاق التعاقد الاجتماعي والسياسي ينتميان إلى ثقافة جديدة ما زالت تحتاج إلى الترسيخ في العديد من مجتمعاتنا العربية، وخاصة في دول «الربيع العربي» التي تستطيع الاستفادة من التجربة المغربية الناجحة في هذا المجال، والتي جنبت المغرب الكثير من المزالق والصراعات السياسية الداخلية، التي نراها الآن مستفحلة في معظم دول «الربيع» ضمن مخاض سياسي ما زال لم يستقر على أي توافق أو تفاهم سياسي. أكرم القابسي - تونس