في ميانمار، أو بورما سابقاً، ما تزال ماكينة النزوح تواصل عملها دون كلل أو ملل. وفي هذه الصورة نرى أطفال مخيم تمت إقامته على أطراف العاصمة رانجون، وهم يجلسون على مقطع من حائط السور المحيط بالمخيم. فهنا ملعبهم الوحيد، حيث لا تكاد توجد أي وسائل للتسلية والتسرية عن الصغار، إذ في ظل النقص الذي يعانيه المخيم في بعض الاحتياجات الأساسية لسكانه، تبقى الألعاب وأدوات الترفيه شيئاً كمالياً إلى حد كبير، لا يفكر فيه سوى قلة من الحالمين وغير الواقعيين، مثل هؤلاء الأطفال الذين بدت عليهم علامات الملل والشعور بوطأة الوقت. ولم يأت النازحون إلى هذا المخيم هرباً من نيران الحرب أو خطر المواجهات المسلحة، بل هرباً من نار الإيجارات المرتفعة في المدينة، والتي دفعت مئات الأسر لإخلاء مساكنها والاعتماد على الجمعيات الخيرية في توفير الملاذ والمأوى. وفي هذا الإطار أقيمت بعض المنازل المؤقتة، والتي نرى بعضها في الصورة، بدعم من معبد بوذي لصالح النازحين؛ فلا مستحقات الإيجار التي طالما قصمت ظهر الآباء نهاية كل شهر، لكن أيضاً لا مَرافقَ للعب تسلي الصغار وتعزيهم في افتقاد المدينة؛ موطن النشاط والإبهار والإثارة! (أ ف ب)