أعجبني مقال «تجديد التراث... والوعي بالآخر»، لكاتبه الدكتور حسن حنفي، والذي يقول فيه إن ذلك التجديد وهذا الوعي يتطلبان الثقة بالنفس دون خوف أو تهيب من العمل الثقافي الذي يستدعي درجة عالية من الوعي الذاتي والتمايز عن الآخر. فبدون ثقة بالنفس لا يمكن لأي مجتمع أن يجترح منهجاً مثمراً في التعاطي مع تراثه وإدراجه كمُدخل في عملية الإنتاج بمعناها الواسع، كما يتعذر عليه إبداع الطريقة المثلى في التعامل مع الآخر، سواء كثقافات أو كدول ومجتمعات... ليتضح أن الثقة في الذات (كثقافة وكتراث وكموقف فكري)، هي الشرط الأساسي في امتلاك القدرة على تجاوز كثير من التحديات في هذا المضمار. من هنا أعجبني قول الكاتب «إن العرب ما زالوا يترجمون ويعيبون على أنفسهم أنهم لا يترجمون بما فيه الكفاية، دون أن يخطر على الذهن سؤال أهم من كل ذلك: ومتى يبدأ الإبداع؟ وبالطبع فإنه لا إبداع في ظل أي نوع من الانبهار السلبي الذي يشلُّ الوعي، سواء أكان انبهاراً بالتراث أم انبهاراً بالآخر». لذا تبقى الثقة بالنفس هي ذلك الشرط الذي تجاهلته كثير من الطروحات العربية حول النهوض والإقلاع والإبداع ومشاركة العالم! سالم دليل -الشارقة