إسرائيل تتوجس من تدخل في سوريا... وتنشر بطاريات «القبة الحديدية»! ------- قتل جيش الاحتلال لثلاثة فلسطينيين في مداهمة لمخيم قلنديا، وتهديد إسرائيلي بالرد على أي هجوم من سوريا، ومخطط لترحيل المهاجرين الأفارقة من إسرائيل... موضوعات من بين أخرى نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الإسرائيلية. ------- اعتداء قلنديا صحيفة «هآريتس» علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء على مقتل ثلاثة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم قلنديا بالضفة الغربية يوم الاثنين، وذلك خلال عملية توقيف «مشتبه فيه» بالمخيم تطورت إلى مواجهة بين القوات الإسرائيلية ومتظاهرين غاضبين انتهت بمقتل الفلسطينيين الثلاثة، وفق الرواية الإسرائيلية. الصحيفة قالت إن الحجة الأقوى ضد الغارة المميتة في مخيم قلنديا هو توقيتها. ذلك أنه في الوقت الذي يحاول فيه الإسرائيليون والفلسطينيون جاهدين استئناف عملية السلام من جديد بعد جمود طويل وجهد أميركي غير مسبوق، تصرف جيش الاحتلال الإسرائيلي على نحو يمكن أن يعرِّض المفاوضات للخطر، مضيفة أنه يبدو كما لو أن ذراعي الحكومة -العسكري والسياسي- منفصلان عن أحدهما الآخر، حيث يتصرف كل واحد منهما بشكل مستقل عن الآخر، بدون تنسيق أو توجيه. وتشير الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الجيش بإملاء إحدى السياسات أو تعقيد المساعي الدبلوماسية، مضيفة أن «الحجة بشأن التوقيت أو الزعم بأنها شكلت فشلًا محدوداً لا يزيلان الانطباع بأننا هذه المرة أمام محاولة تروم عرقلة العملية الدبلوماسية». وفي هذا الإطار، ترى الصحيفة أنه ليس هناك في الواقع أي اختلاف بين غارة «سيئة التوقيت» وإعلان «سيئ التوقيت» عن بناء مستوطنات جديدة، لأن كليهما يخدمان الهدف نفسه، حتى وإن لم يكن ثمة تنسيق بينهما. فكلاهما يوسعان الاحتكاك مع السكان الفلسطينيين ويعمقانه؛ كما أن كليهما يعرقلان جهود الدفع بحل دبلوماسي. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي مطلوب منه العمل على إحباط ما سمّته «الإرهاب» واعتقال «المشتبه فيهم»، لأن ذلك «واجبه ومسؤوليته». ولكن من غير المقبول تحويل المناطق والمنازل الفلسطينية إلى أراض خلاء تحدث فيها الغارات واستعراضات القوة بشكل روتيني، معتبرة أن على نتنياهو، الذي ما انفك يزعم الجدية بشأن الدفع بالعملية الدبلوماسية، أن يهدئ الجيش ويكبحه حتى يُثبت أن نواياه سلمية بالفعل. «تهديد إسرائيل» تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» افتتاحية عددها ليوم الأربعاء وخصصتها للتعليق على ما نُسب إلى مسؤول سوري رفيع المستوى من أنه إذا تعرضت دمشق لهجوم غربي، فإن تل أبيب ستحترق. الصحيفة قالت إن التهديدات الصادرة من دمشق وطهران ومعاقل «حزب الله» في لبنان يبدو أنها لم تزعج أحداً من الزعماء والمسؤولين الأجانب الذين لا يتوانون عن التنديد بإسرائيل بسبب ما يرونه انتهاكات من جانبها، مضيفة أن الإشارات المبطنة الصادرة عن موسكو بشأن تداعيات وخيمة على المنطقة برمتها في حال هجوم أميركي على نظام الأسد قد تشير ضمنيا ًإلى تحذيرات من عقاب لإسرائيل. وتابعت تقول إنه مهما يحدث في نهاية المطاف، فإن «على كل الإسرائيليين أن يشعروا بقلق بالغ من اللامبالاة الكبيرة في الخارج بشأن مصيرنا -علماً بأنه لا ناقة لنا في الصراع السوري ولا جمل»! مضيفة أن حقيقة أن دولة مجاورة يمكن أن تُحمَّل وزر أحداث خارجية هي خارجة تماماً عن سيطرتها ينبغي أن تصدم الرأي العام العالمي. ولكنه لا يفعل. وقالت الصحيفة إن هذا الوضع يذكِّر كثيراً بالتجربة المريرة التي عاشتها إسرائيل خلال حرب الخليج الأولى. فحينها، كانت الأحداث تتكشف خارج السياق الإسرائيلي. ومع ذلك، تعرضت إسرائيل لهجمات صاروخية ثقيلة متكررة، ومن ذلك 40 ضربة بواسطة صواريخ «سكود»؛ حيث كان صدام حسين يعتقد أنه من خلال استهداف إسرائيل فإنه يؤذي الولايات المتحدة، تقول الصحيفة؛ وذلك «لأن كثيرين في الشرق الأوسط يرون أن إسرائيل ليست سوى تابع لأميركا». وكان الرد الأميركي الوحيد هو دعوة إسرائيل إلى ضبط النفس. وهكذا، أحجمت إسرائيل عن الرد، فأضرّت بالتالي بقوتها الردعية وأبرزت هشاشتها وضعفها من أجل المصالح الأميركية، كما تقول. ولكن إسرائيل لم تحصل على أي امتنان لما قدمته من تضحيات، بل إن واشنطن ضغطت عليها من أجل تقديم «تنازلات ترابية». الصحيفة قالت إن إدارة أوباما قد تريد من إسرائيل تكرار هذا الدور؛ ولكن هذا السلوك بالضبط هو الذي يجب على إسرائيل ألا تكرره تحت أية ظروف، مضيفة أن إسرائيل أوضحت جيداً هذه المرة -من خلال تصريحات نتنياهو، ووزير الدفاع موشي يعلون، ورئيس هيئة الأركان الجنرال بيني جانتز، أن إسرائيل لن تكون «بيدقا» في حروب يشنها آخرون. طرد الأفارقة ضمن افتتاحية عددها لأمس لجمعة، انتقدت صحيفة «هآريتس» مخطط وزير الداخلية الإسرائيلي جدعون ساعر القاضي بترحيل مهاجرين من إريتريا والسودان إلى أوغندا. الصحيفة قالت إن الطريقة التي صيغ بها نص الإعلان قد تدفع المرء إلى الاعتقاد، خطأ، بأن إسرائيل ستساعد هؤلاء المهاجرين في طريقهم إلى وجهة مرغوب فيها حيث استعمل عبارات مثل «العودة الطوعية» و«المساعدة في عملية المغادرة». والوجهة، في هذه الحالة، هي أوغندا، التي توصلت لاتفاق مع إسرائيل لقبول استقبال المهاجرين المرحَّلين. اتفاق تقول الصحيفة إن تفاصيله ما زالت غير معروفة، على غرار مصير المهاجرين الذين سيُرحَّلون إلى هناك. وفي الإعلان نفسه، وبعد الكلمات المهذبة والمنمقة، حذر «ساعر» من أن إسرائيل ستتخذ إجراءات ضد من سيرفضون المغادرة، مثل حرمانهم من البقاء في إسرائيل ومنعهم من العمل. وهو الأمر الذي يثير، حسب الصحيفة، سؤالًا بخصوص أي نوع من «المغادرة الطوعية» يتحدث الوزير الإسرائيلي، إذا كان البديل الذي ينتظر الأشخاص الذين سيرفضونها هو السجن والمحاكمة، لتذهب إلى أن مخطط ساعر ليس سوى محاولة لطرد جماعي للمهاجرين الأفارقة، علماً بأن كثيرين منهم لاجئون وطالبو لجوء يحميهم القانون الدولي، معتبرةً أن إسرائيل تخلت عنهم وتملصت من مسؤوليتها تجاههم منذ أن دقوا بابها. القبة الحديدية أفادت صحيفة «يديعوت أحرنوت» ضمن عددها لأمس الجمعة أن الجيش الإسرائيلي قام بنشر إحدى بطاريات "القبة الحديدية" في منطقة تل أبيب يوم الجمعة، وذلك في إطار الاستعدادات لرد سوري ممكن على ضربة أميركية لسوريا. وتنضم هذه البطارية إلى بطاريتين أخريين كانتا قد نُشرتا في وقت سابق من هذا الأسبوع في شمال إسرائيل قرب حيفا وفي الجليل. كما ذكرت بعض التقارير أن الجيش الإسرائيلي يدرس حالياً إمكانية نشر بطارية أخرى في شمال إسرائيل. ومن جانبها، أفادت صحيفة «هآريتس» ضمن عددها لأمس الجمعة، نقلًا عن مسؤول عسكري رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، قوله إن احتمالات تعرّض إسرائيل لهجوم قليلة. ووفق المسؤول الإسرائيلي، فإن الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية جاهزة لاحتمال أن يؤدي هجوم غربي على سوريا إلى تعرض إسرائيل لرد انتقامي من نظام الأسد. إعداد: محمد وقيف