إنه فعلا «مأزق أحزاب الإخوان في الحكم»، ذلك الذي تسبب به سقوط سلطتهم في مصر، والتي لم تعمّر أكثر من سنة واحدة عرفت خلالها مصر الكثير من الاضطرابات وصنوف التردي بسبب انهماك الجماعة في تطبيق سياسة الأخونة والاستحواذ على مفاصل الدولة والمجتمع. وكما أوضح الدكتور وحيد عبد المجيد في مقاله الأخير، فإن ما حدث في مصر أثّر بقوة على أحزاب «الإخوان»، سواء أكانت في السلطة أم في المعارضة. ومن الطبيعي أن تكون جماعات «الإخوان» وأحزابهم في العالم العربي هي الأكثر تأثراً بارتدادات الزلزال الذي ضرب مركزهم في مصر، وخاصة تلك الأحزاب التي وصلت إلى السلطة وتقود ائتلافات حكومية في تونس والمغرب أو تشارك في السلطة وتوجهها من وراء ستار في ليبيا واليمن. أما أحزابهم الأخرى فقد أضعف الزلزال المصري فرص انتقالها من المعارضة إلى كراسي الحكم. كريم عاطف -القاهرة