تشكل صناعة الملابس القطاع الاقتصادي الأكبر في بنجلادش، سواء لجهة عدد العاملين فيه (أربعة ملايين شخص)، أو لجهة ما يدره من عائدات تمثل 80 في المائة من إجمالي عوائد الصادرات البنجالية البالغة (25 مليار دولار سنوياً). ولأهمية هذا القطاع، فقد كتب عنه الدكتور عبدالله المدني مقاله الأخير «بنجلادش... الثانية عالمياً في تصدير الملابس»، والذي لاحظت من قراءتي له أن تطور صناعة الملابس يشكل الوجه الآخر للتاريخ السياسي البنجالي المعاصر. فحين كانت بنجلادش (باكستان الشرقية) جزءاً من باكستان، كانت هذه الصناعة خاضعة بالكامل لعائلات إقطاعية من باكستان الغربية. لكن بعد انسلاخها عن الكيان الباكستاني عام 1971، بدأت بنجلادش تنتهج سياسة للتصنيع من أجل التصدير في قطاع النسيج والملابس. وإن تعثر هذا الاتجاه بسبب السياسات الاشتراكية لزعيم الاستقلال الشيخ مجيب الرحمن، فسرعان ما تم السماح بدخول المستثمرين الأجانب إلى قطاع تصنيع الملابس. بيد أن الفضل الأكبر في إقامة مئات المصانع ودعمها، يعود إلى الجنرال حسين محمد إرشاد الذي وصل إلى السلطة في انقلاب عسكري أبيض عام 1982. جابر سليم -الكويت