لا أعتقد أن الدكتور رضوان السيد كان مبالغاً حين اقتبس من أحد المسؤولين تشبيهه موقف الملك عبدالله بن عبد العزيز حيال مصر، بعد حركة الثالث من يوليو، بموقف الملك فيصل عام 1973 عندما شارك مصر وسوريا في حربهما لتحرير الأرض المحتلة، بقطع البترول والقيام بتحرك سياسي ودبلوماسي كبير لاستثمار التضحيات العربية في تلك الحرب. وقد أعجبني أيضاً تحليله لمآل «الربيع العربي»، والذي كان في الواقع تعبيراً عن حالة خواء أوشكت أن تُزيل دولا وتُشتِّت شعوباً، حيث توقع الكاتب منذ وقت مبكر أن يجلب تداعي الجمهوريات الوراثية تداعياً آخر في الأصوليات الجهادية والسياسية، وإن صعدت جهاديات عاصفة وقاتلة مجدداً، من جهة، وإسلام سياسي انصرف إلى تضييع الانتماء والهوية، وكسر الدولة ومؤسساتها، والتنسيق مع التدخلات الإيرانية والتركية، من جهة أخرى. لذلك لا غرو إن حظيت الحركة المصرية للتصحيح وإنقاذ الدولة والمجتمع بموقف خليجي داعم ومتضامن. محمود عماد -أبوظبي