أعجبني مقال «مرشد الإخوان... وحكمة سليمان بن داوود»، لكاتبه خليل علي حيدر، والذي أثبت فيه من خلال الكتب والبحوث التي وضعت حول جماعة «الإخوان»، وقد ألّفها كتاب أجانب أو مؤرخون من الجماعة ذاتها، أن الميل إلى العنف وممارسته في المجال العام، هو ميل أصيل ومترسخ في عقلية الجماعة وتراثها الفكري وأدبياتها المتداولة. فهذا مؤسس «الإخوان» حسن البناء، كما ينقل عنه أحد مقربيه ومؤرخي الجماعة، كان مغرماً بالقوّة البدنية والنشاط العسكري ومظاهر التسلح. ومن هنا جاء تشكيل «التنظيم الخاص» الذي عمل لسنوات طويلة بوصفه الجناح العسكري للجماعة. ورغم أن المرشد تبرأ منه فيما بعد، فإنه لم يفعل ذلك إلا بعد أن شعر بحبل المشنقة يقترب من رقبته، عقب عمليات الاغتيال الدموية الشهيرة التي نفدها التنظيم الخاص. لذلك أعتقد أن معظم الذين يتهمون «الإخوان» حالياً بممارسة السياسة من خلال العنف في الشارع، لديهم في أوراق تاريخ «الإخوان» الكثير من أدلة الإثبات وقرائن التحقق. فتحي تامر -القاهرة