في مقاله الذي ينتقد «الديمقراطية على الطريقة الزيمبابوية!»، يتطرّق جيف فيلك إلى الطريقة التي ينتهجها روبرت موجابي في فرض سيطرته على زيمبابوي منذ 33 عاماً، مشيراً إلى مدى الوحشية والعنف والقهر... التي تطبع سياسة أقدم رئيس لا يزال على سدة الحكم في أفريقيا. لكن ما يثير حيرة الكاتب حقاً، ومعه القراء كذلك، هو دور «الشاهد» الذي اطلع به الاتحاد الأفريقي، ومعه مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي، واللذين ارتضيا لنفسيهما التحدث عن انتخابات «حرة وسلمية» و«موثوق بها» في زيمبابوي! ورغم أن المنظمتين لم تستخدما كلمة «نزيهة» في تقريرهما حول تلك الانتخابات، فمن الواضح أنهما منحتا غطاءً لموجابي كي يقوم بتمرير انتخابات أخرى مشكوك في صدقيتها على أوسع نطاق. وبذلك فإن الاتحاد الأفريقي ومجموعة تنمية الجنوب الأفريقي لم تكتفيا بمناقضة مبادئهما، وإنما أيضاً سارتا في الطريق نحو تكريس تقليد غير لائق ولا ينبغي أن يكون مقبولاً في أفريقيا، ألا وهو التغاضي عن جرائم تزوير الانتخابات والتلاعب بنتائجها. بلال محمد -السودان