أعتقد أن في الوقائع والمجريات الحالية في مصر ما يقدّم إجابة يقينية على التساؤل الذي طرحه الدكتور عمّار علي حسن في مقاله الأخير: «هل تحالف الإخوان مع القاعدة؟»، ذلك أنه حين تتحد المصلحة بين التنظيمين، وهي هنا تقويض الدولة المصرية والإساءة إلى مؤسساتها وخيارات أهلها، يكون من المنطقي جداً حدوث اتحاد في الوسائل العملية والأطر التنظيمية، رغم كل ما يعلنه «الإخوان» من تباين مع «القاعدة»! وفي رأيي أن الكاتب كان موفقاً حين تحدث عن تحالف خفي بين «الإخوان» وبقايا التنظيمات الإرهابية، تجسد بوضوح خلال لقاء «الإخوان» وأنصارهم من «الجهاديين» في الصالة المغطاة باستاد القاهرة. وقبل ذلك رأينا مؤشراً آخر على التحالف المذكور، حين قام الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي بالإفراج عن قيادات «جهادية» إرهابية، مستخدماً حقه كرئيس للجمهورية في العفو عمن شاء من السجناء. وهي الخطوة التي حذّر الكثيرون من خطورتها على الأمن القومي لمصر، لكن حسابات «الإخوان» كانت تسير في اتجاه معاكس لمصالح مصر واعتبارات أمنها الوطني. تامر أيمن -أبوظبي